الحشد إرهاب وجرم .. والسبب سيستاني
مهند الرماحي
دأب العراقيون في الآونة الأخيرة على اللوم والعتاب والتوبة وعض الأنامل ما بعد وقوع المنكر والفساد والسرقات والجريمة !! ويغفلون كل الغفلة عن الأسباب فهم يلومون أنفسهم على النتائج دون السبب ، وهذا بطبيعة الحال أمر في غاية الغرابة ، فالطبيب الماهر يشخص الداء ويعطي العلاج للسبب المرضي سواء الفطري أو البكتيري أو الفايروسي لكي لا يعود المرض مرة أخرى ، أما نحن فحقا كما قيل شعب العجب !!
فنظرتنا قاصرة في الأغلب ، فمثلا هناك انتقادات واسعة وخصوصا من قبل خبراء القانون والنظم ويعتبرون دستور العراق البرايمري سبب الخلافات والتخلف السياسي في العراق ما بعد 2003م لكنهم لم يشخصوا أن الشعب وبإمضاء السيستاني أمر أن يصوت لصالح الدستور وهم أيضا من صوت لصالح الدستور ،
وكل الشعب يندبون حظهم العاثر على هذه الحكومة العرجاء وينتقدون ويذمون فسادها وسرقاتها ويتذمرون من الطبقة السياسية ولكن لم يدركوا أن الشعب هو من إنتخب هذه الحثالات وبأمر من المرجعية . واليوم يلام الحشد الطائفي الإيراني وتشجب وتستنكر أفعاله الوحشية رغم ولم يدركوا أن من أسس الحشد وشرع له هو السيستاني صمام أمانه وقائده .
فهذه نظرة سقيمة فلا فائدة من تلك الإنتقادات وردود الأفعال الخجولة على النتائج بالمقابل يغض النظر عن العلة والسبب ، فلو تأملنا لوجدنا أن مسبب الأسباب هو السيستاني فكل مأساة تحل بالعراق سببها السيستاني ، وهذه النقطة المهمة التفت لها وشخصها المرجع العراقي السيد الصرخي الحسني بقوله : ” الواجب الديني والأخلاقي على الجميع تشخيص الأسباب ومعالجتها، وعدم اقتصار النظر وردود الأفعال على النتائج والجرائم حين وقوعها، فلا يصح ولا يجوز التغرير بأبنائنا وإيقاعهم ضحية الإنتماء إلى حشدٍ طائفيّ أو تيارٍ تكفيري سنيٍّ وشيعيٍّ ، كما لا يجوز عندما تقع الجرائم أن نَصبَّ جام غضبنا وانتقادنا على أبنائنا المغرر بهم فقط ونترك الذين غرَّروا بِهم ، من الواضح إنّ هذا المنهج والسلوك لا يحل المشكلة بل يفاقمها “.
فعلينا أن ننظر نظرة قبلية ، أي هذه المليشيات الدموية التي تجمعت تحت يافطة الحشد الشعبي الطائفي وكل جرائمه وإرهابه وكل ما رشح عنه من تهجير وقتل وسلب ونهب وترويع ، فالسؤال هنا : من المسبب ومن أسس ومن أفتى ومن يدعم ومن يشرع ومن هو صمام الامان له ؟؟ فلو غضضنا النظر مثلا عن السيستاني والكل تمجده وتعتبره خط أحمر وتاج الرأس فالوضع من سيء إلى أسوأ وإذا حدثت مجزرة المقدادية وسلب ونهب تكريت وتخريب الرمادي فالقادم حرق صورة قاتمة دموية مخزية إرهابية فما دام الفايروس والبكتريا والفطر موجود فالأعراض تتفاقم وستتلف عضو بعد عضو حتى لا يقوى الجسم على القيام ، فالسيستاني والحشد كـ(الكنكرينا) لا علاج إلا بالإستئصال ، فاستأصلوا السيستاني وحشده وسترون العراق ليس كهذا العراق ، فالتأريخ سيسجل أن العراق جاءته فرصة ليكون بلدا قويا عزيزا مزدهرا متطورا يكون منارا لكل البلدان ولكن سيبقى هكذا بسبب الحاسدين والمبغضين وطالبي الثأر من أحفاد كسرى والساسانيين .