( الحجاب بين المفروض والمرفوض )
رحاب حسين الصائغ
………………………………………….
خاص بمعارج الفكر / الأدب النسوي
…………………………………………
حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية والبيئية والموروث الديني.
استقبلت شروق الفجر بقوة، الغيوم تتدافع بكتلها الرمادية يحملها الظن على حجب هذا القرص الدافء، استمر وضع متابعتي لدقائق، ارتطمت ببعضها تلك الغيوم إلى أن وجدت نفسها متخاذلة غير قادرة على المواجهة،، تقاطر دمعها على شكل قطرات إحساساً منها بالخجل، متشتتة، والتشتت صفة تعبر عن المرض، تعكس جذوره انعطافات حادة في أي بيئة.
الحجاب موضوع لا يحتاج كل هذه الغوغاء، التأكد من أضراره لا يكون بهذه الطريقة، في رأيي هو نوع من الاقتحام،، أما إذا كان فكرة آحادية فهو يعتبر نوع من الظلم، أعتقد لا يوجد في كل الديانات السماوية، والعرف الانسانية ما ينص على نشر الظلم، أو التجاوز على الحقوق، ظاهرة الحجاب.. ربما تكون نوع من التمرد على وجود أخطاء كثيرة ناء بها المجتمع نفسه، أو قد يكون رد فعل من قبل المرأة لتعيد التوازن من حيث تذاوب الاستجابة لمحاولاتها منذ عهود للحصول على حريتها المنطقية في وجودها بالمجتمع كعضو نافع، مبرهنة للآخر أنها قادرة على مواصلة الحياة بكل تحدياتها وثقلها رغم وجود هذا الكاهل الجديد الملقى على ظاهرها، كي يعجزها عن المواصلة، حيث هو تعبير مقبول مرتبط بعموم جذور العنف المعاش، ليس كشيء مفروض عليها، او نوع من الموضة السائدة كغيرها من الموضات التي ظهرت في أزمنة ثم ماتت، طبيعة المرأة حب الغيير، وهو تعبير رافض عن السائد من ترويج مخزي لصورة المرأة الذي تظهره الجهات الاعلامية، إدراج المرأة ضمن السلع المعلن عنها بتسفيه لإنوثتها، وعرضها كنعصر رخيص… المرأة ترفض تلك القوالب المعممة في قنوات الاعلام( خاصة المرئية) ووضع المرأة في قالب التحرر الخاطئ والمشين، المقلل من قيمتها المعنوية،، لو أنفقت تلك القنوات ملايينها على جانب آخر أكثر فائدة، مثل برامج( لتثقيف الاطفال/ التوعية المرأة) لكان أجدى.
لأن المرأة وجدت ليس لإرضاء الغرائز فقط، وجودها إنساني ومكمل لاستمرار الحياة هي الأم/ الزوجة/ الابنة/ الاخت/ الزميلة، في رأيي الحجاب لا يعيق المرأة عن حركتها أو تفكيرها أو السير بركب الحياة، لا يمنعها من ان تعمل وتحب وتتزوج وتنجب وتربي وتنتقل من مكان إلى آخر، هناك أسباب أخرى كثيرة تعمل على اعاقتها وتقدمها من حيث المنطق، لنقل أن الحجاب هو نوع من الدفاع عن النفس، من همجية الرجل المتخلف، الرجل المعاق فكرياً، الرجل القاصر اجتماعياً في فهم وجود المرأة كأساس لحياة متكونة من توافقهما أولاً، وتفاهمها ثانياً، الحجاب ليس مشكلة بذاتها،، المشكلة في المقابل الذي جعل الحجاب حجة على المرأة، مثلاً دول الغرب استعملته سلاح ضدها.
إذا كان هناك من يريد العمل من أجل المرأة، وابعاد الظلم والقهر عنها، ومناقشة جوانب تحررها وتقدمها أو ما بيعد عنها التسلط، وتحجيم دورها وسحق شخصيتها رافعاً الشعارات الإنسانية والاخلاقية، عليه أن يعمل على مساندتها في التغلب على معضلة المجتمع الأولى( التعليم) والتعليم لا يعني فتح المدارس فقط وترك هواء الجهل يغربل في جوانبها، التعليم يشمل التوعية الاجتماعية والتثقيف الاخلاقي، والحث على كسب المعرفة، دون تمييز، بدءاً من الاسرة إلى الجهات التربوية والمؤسسات الإنسانية، الحجاب ليس مسالة مطلقة، ولا أساسية، انما يبقى محور نقاش وجانب مطلوب النظر فيه، لأنه ليس أم لحالة الحجب التي تعيشها المرأة، ربما رمز موجود بشكل معين يبحث في تثبيت موقف منتقل لموضوع ظاهري معاصر لتقلبات المجتمع نتيجة عوامل حتمت اسباب ظهوره بتاثير قوة قاهرة نواميسها واجبة، ربما تؤدي لنتائج مطلوبة في مجتمع معين، أو أضعف الايمان،، أما إذا كان التلفع به لصالح جهة أوتيار، وانقادت له المرأة بشكل عشوائي دون ادراك، فالمرأة المنقادة، فاقدة حق الدفاع عنها، لماذا لا نقول أن ظاهرة الحجاب، قد تكون حالة نفسية تحتاج إلى التأمل الواعي المعرفي، وليس الصراخ الغامض الذي يزيد الطين بله.
كاتبة من العراق