“الحبُّ في الحربِ”
الحبُّ هوَ الحياةُ الّتي تنبثقُ منها سعادةُ النّبضِ،وبسمةُ الرّوحِ، ورقصةُ الفرحِ من عيونِ العاشقين، وأفئدةِ المُحبّين .
*هوَ ذاكَ الحبُّ في السّلمِ ، لكنْ كيفَ يكونُ حالهُ في الحربِ؟
* يشقى الحبُّ في الحربِ حينَ تفقدُ الحبيبةُ حبيبَها في المعاركِ فيأتي إليها مُحمّلاً بالنّعشِ في ليلةِ عرسٍ …وتكادُ أن تكونَ ليلةُ عرسٍ، بل أكثر ليكونَ الفارقُ هوَ دموعُ الفراقِ والحزنِ فيها .. بدلاً من دموعِ الفرحِ التي تضحكُ للدّنيا في العرس الحقيقي .
* يشقى الحبُّ حينَ يرحلُ الحبيبُ إلى الميدانِ ليحاربَ ويدافعَ عن وطنٍ استُبيحَ دمُهُ وعرضُهُ وأرضُهُ، فترى ذاكَ الحبيبَ عائداً إلى حضنِ المحبوبةِ دونَ ساقٍ أو ساعدٍ أو عينٍ ..وربّما يعودُ بروحهِ معَ بعضِ أشلائِهِ .
* يشقى الحبُّ في يومِ الحبِّ الموعودِ بعناقِ الحبيبِ معَ يباسِ الياسمين الذي انتظرَ وسينتظرُ طويلاً فتى الأحلامِ الّذي أخذتهُ يدُ الغدرِ الملطّخةِ بالخيانةِ من كلِّ حدبٍ وصوبٍ دونَ رحمةٍ فكان الخطفُ الأبديّ بلا عودةٍ .
*فكيفَ تتلاقى قلوبُ المحبّين في ساحاتِ الفقرِ بعدَ أن قُدّمَتْ لهم هدايا القنصِ والفسادِ والغلاءِ والسّرقةِ والإجرامِ ، وتُرِكَ لهم خياران لاثالثَ بينهما…إمّا الموتُ من الحربِ او الموتُ منَ الحاجةِ فوق نيرانِ الحربِ….
* أصدقائي الأعزاء..
فقدْنَا معنى الحبِّ ورُسُلِ الحبِّ، وفقدْنَا إنسانيّتَهُ قبلَ التّبحرِ في وجدانياتِ الأفئدةِ …
وعسى أن تستيقظَ الحربُ من غفوتِها فوق وسادةٍ مبلّلة بدموعِ الأطفالِ، وصراخِ الثّكالى، أو جنونِ الأحبِّة للقاءِ القلوبِ في عيدِ الحبِّ معَ وردةٍ حمراءَ وقصائدِ الشعراءِ .
*وأختمُ:
هي ذي الحياةُ ، حياةٌ تمتلئُ ساحاتها بقلوبٍ مكلّلةٍ بالوردِ والياسمين ، حياةٌ تمتلئُ بنبضٍ ينتظرُ أرواحاً معطّرةً من نسائمِ ندى الصّباحِ المحمّلةِ بحكايا العاشقين…. وعسى ان تُشرِقَ الشّمسُ دائماً وهي تحملُ قبلةَ اللقاءِ لكلِّ الأحبّةِ ،ودونَ وداعِ…
عهدات موسى /سوريا