الحبة الملعونة..
هادي عباس حسين
توقف قلبي تماما ،بالضبط مثل حالاتي التي مررن بي سابقا ، من من هؤلاء الناس سيعرفون علاجي ، وهذه الوغزات تؤلمني كثيرا،حتى لساني لم يتوقف بالدعاء قائلة
_ يا رب..يارب.. يارب.. يا الله .. يا الله..
خوفا ما سيطر علي لما شعرت باختناق وضيق في صدري ، وعيني باتت بل اوشكت ان لا تسيطر بتحديد الاشياء بوضوح، هيأت نفسي لمواجهة اية صدمة على الارض جراء سقوط مفاجيء عليها لفقدان توازني،للملم جسدي بعباءتي خشية ان اتعرى وتظهر مفاتنه بقامتي الطويلة باللحظة تذكرت كلام امي لي
_ يا زرافة ال نعمان ..
كان هذا اسم جدي الرابع ،وقتها التفت لها مبتسمة وقلت
_ ما فائدة الطول…؟
رددت السؤال نفسه بالحال
_ ما فائدة طول قامتي تجاه قلبي المتعب..؟
شعرت بيد باردة امسكتني بلطف وكلمات ناعمة كانها اطربني
_ تعالي..ادخلي المحل واستريحي انت متعبة..
بتأني كطفل مدللة مطيعة ،استقر جسدي الملفوف بتقنية عالية واخذت نفسا عميقا لاستنقذ روحي من حالتها ،وجه لي كلاما من وجه اخر
_ مريضة بالقلب..
انتبهت له سألت نفسي
_ كيف اصاب الهدف..
بلحظة واحدة مد يده الى فمي وقال
_ ضعيها تحت لسانك..
فرحت كثيرا لرؤيته هذه الحبة الملعونة التي نسيت علبتها ، دقائق مرت بسرعة لاتلمس في حافظة نقودي لاجد العلبة لكني تذكرت انها فارغة وعلي شرائها بالحال، طعم الشربت البارد الذي شربته انعشني ودعاني بالنهوض بنشاط كبير لاترك كلماتي مع ثمنه الالف دينار
_ بارك الله بكم..انقذتموني.
. بينما انا اقف لاسترح من معاناة مشقة الطريق، حطتني قدمي امام صيدلية الخشاب ، لافتح فمي مخاطبة للرجل الذي استقبلني
_ دكتور هل لديك من هذا الدواء..
كانه حافظا عمله ليجيب
_ حبة تحت اللسان..عند الحاجة..
ابتسمت مستلمة منه العلبة الذي لو يعرف كم احتجت اليه قبل قليل وانا اردد في صمت
_ما زالت الدنيا بالف خير..