الجندي الهارب
_______________
وجدتُ نفسي مشرداً
عندما رُفِعُ آذان الحرب
كنتُ نحيلاً عندما دقت أجراسها
لا أحملُ معي سوى علبة تبغ فارغةٌ
إشتريتها من حانوتِ القريةِ
لأشتمُ فيها عبير الوطن
قبل أن تفقدني رائحة الموت حلاوتها
أتسكع ُ في الحاناتِ
بتُ أعرفُ الجميلات
اللائي يقدمن الخمرَ للجنود الهاربين
وهم يشعرون بخذلانهم للوطن
فلا خمرةَ تشعرهم بالأمان
ولا حبيبة تعوض
بلادهم المسروقة
بلادهم الضائعةِ
بين (شعيط ومعيط)
ولا محطة يعودون إليها
هذه المحطات
باتت تطردُ المسافرين من أحضانها
لابد إنهم يتذكرون جيداً
طعم الشاي في الصيف الحار
ولدغِ البعوض
والاشجار الجميلة
والمقاهي الشعبيةُ
وإلى المزاح مع الاصدقاء
ولعبة البلياردُ
لابد انهم يودن العوده الى ألبلاد
الى
ال
ب
ل
د
لا للحرب وجحيمها
يودون العودة الى اليباس الأبدي بين أحضان البلاد المسروقة .
رزاق السالم