الجمهورية . . نزيف الدم
—————- كريم عبدالله هاشم
لمناسبة 8 شباط ،
الحلقة والواضحة والأفتتاحية المعلنة لمسلسل نزيف الدم العراقي الذي لم يتوقف الى اليوم ، والجزء الذي لاينسى من مؤامرة كبيرة على العراق تم التخطيط لها منذ أمد بعيد وتستكمل بعض حلقاتها الآن . . . لذلك ثمة كلمة لابد من اعادة قرائتها : –
ففي عام 1958 كان قد مضى على انتهاء الحرب العالمية الثانية ليس اكثر من عقد وبضع سنين ، وما أدت اليه هذه الحرب من من انهيارات دولية وخسارات على جميع المستويات الأنسانية . وأدت الى واقع جديد من التكتلات والأنقسامات والمعسكرات وتحول العالم الى معسكر شرقي ومعسكر غربي .
وفي عام 1958 كان قد مضى عقد من الزمان على النكبة العربية الكبرى واحتلال فلسطين والمباشرة (( فعليا )) بتنفيذ المخططات الصهيونية الاسرائيلية – الامريكية ، وما أفرزته هذه النكبة من نتائج على واقع الحركة السياسية والثورية في البلاد العربية ، وصعود نشاط الأحزاب والحركات ذات الشعارات القومية ، والحركات ذات الشعارات الدينية والاسلامية ، وتزايد مد المعسكر الشرقي والاحزاب التي ترفع الشعارات اليسارية .
في وسط هذا الكم من الصراعات والتناحرات والاختلافات الفكرية والايدلوجية والستراتيجيات المتناقضة حصلت ثورة 14 تموز .
وكان الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم مثالا ثوريا رائعا لن يتكرر في معانيه الأنسانية والوطنية النبيلة . والخطط الثورية التي باشر بها – قانون الاصلاح الزراعي والقضاء على الاقطاعية مثلا – وغيرها ، كانت ستكون بدايات الطريق لعراق جديد .
ورغم ان الثورة كانت حركة وطنية خالصة بأهدافها ، الا انها لم تتمكن من استيعاب ومواجهة الصراعات الخارجية التي انعكست على الداخل العراقي بشكل كبير والتي ادت الى قصر عمر الثورة واجهاضها ، فنشطت الصراعات الحزبية الداخلية ، وتعددت المشاريع والتوجهات ، وتعددت مصادرالمد الحزبي ، واختلفت الوسائل والسبل وتنوعت ، ففشل المشروع العراقي ومنذ ذلك الوقت بدأ نزيف الدم العراقي ، ولم يتوقف .
فتحية للزعيم عبد الكريم قاسم وحركته ولكل الوطنيين المخلصين – الأنسانيين – الذين لم يحالفنا الحظ بوجودهم وديمومتهم .