(التعصب القومي في المنظور الاسلامي)
أعده بتصرف// الشاعر رمزي عقراوي
ان حكام الكثير من القوميات القوية التي بيدها الحكم والسلطة يتعصبون لصالح افراد قوميتهم ولو كانوا ظالمين على القوميات الاخرى الخاضعة لنفوذهم حتى ولو كانوا مظلومين حيث تسكت اكثرية افراد تلك القوميات الظالمة على تصرفات حكامهم ويرضون عنها بل ويعاونونهم على الظلم و العدوان. وهذا مخالف تماما للدين الاسلامي الحنيف وكثيرا ما يستغلون الدين الاسلامي نفسه لاحتلال اراضي تلك القوميات المغلوبة على امرها حيث يقومون بقتلهم وحرق قراهم ونهب اموالهم وسلب حرياتهم وابقائهم متخلفين ميتين. أي يضربون تعاليم الاسلام السمح عرض الحائط في هذا المجال ! فهم لايعاملون القوميات المظلومة بموجب الاية القرأنية ( يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى و جعلناكم شعوب وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير) حجرات 13 وحسب الحديث الشريف ( لايؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه) وان طلبت القومية المغدورة حقها او حاولت دفع الظلم والطغيان عنها فسيطلبون منها الالتزام بالاخوة الاسلامية والتوقف عن طلب حقوق ابنائها وحرياتهم المشروعة .بذلك يحللون لانفسهم ما يحرمون على الاخرين أي يكيلون بمكيالين مختلفين!
ولقد عاش الشعب الكوردي ولايزال يعيش بين ظهراني اكثر قوميات العالم التي عانت و لم تزل تعاني اثار التعصب القومي البغيض الذي يجري بحقهم على يد الكثير من الحكام الشوفينين العرب والترك والفرس بحيث لو تسنى لنا تسجيل ما عانى فرد كوردي واحد من الجرائم التعصبية العنصرية البغيضة التي نفذت لاستطعنا تاليف مئات الصفحات منها فكيف لوحاولنا تسجيل معاناة امة بكاملها ولمئات السنين على طول كوردستان الام وعرضها !
ولقد رأينا خلال متابعتنا المتواصله لاستقراء تاريخنا الحافل بالمأسي والكوارث ان اكثرية افراد قوميتنا الكوردية بشتى شرائحهم ودرجاتهم الاجتماعية انهم ليسوا على درجة عالية من الوعي القومي (كوردايه تى)
كما ان الكثير من رجال الدين الاسلامي والمثقفين والعلماء الكورد يتهربون من هذا الجانب الحيوي بحجج متنوعة واهية مما تسبب كل ذلك في تخلف شعبنا وبقائه تحت نير حكام القوميات الاخرى فلم يقتدوا حتى بعلماء الدين ومثقفي و كتاب القوميات الحاكمة فيما يخص مصيرهم ومستقبلهم وحياتهم اليومية !
ان الدين الاسلامي الحنيف لايمنع حب القومية كما لاينهي افراد اية قومية اخرى من الوعي القومي و الوطني الصحيح والعمل من اجل استقلالهما وسعادتهما اسوة ببقية القوميات الاخرى العربية والفارسية والتركية وغيرها فلو كان ذلك حراما فالقوميات المسلمة الاخرى باتت تغوص في الحرام منذ مئات السنين !
سئل النبي (ص) امن العصبية ان يحب الرجل قومه؟! قال النبي(ص) (لا ولكن من العصبية ان يعين الرجل قومه على الظلم) أي ان حب المرء لقومه لايعتبر من العصبية بل اذا ظلم المرء قوما اخر لصالح قومه دون وجه حق فهي العصبية بحد ذاتها!
فالتعصب القومي هو (الغلو في تعلق الفرد ببني قومه والجد في نصرتهم وتقديس ارائهم وفرض مصالحهم السياسية والقومية والقبلية والعائلية او حتى الشخصية ولو كانوا ظالمين على من يناوؤنهم حتى ان كانوا مظلومين)!
فالتعصب القومي ينطبق على الذين يتعصبون لقوميتهم ويبذلون كل ما في وسعهم في سبيل نصرتها ولو كانت على باطل غير ابهين بما يترتب على عملهم التعصبي هذا من مخالفة الشرع الحكيم والشرعية الدولية والاعراف الاجتماعية وبعبارة اخرى ( التعصب القومي العنصري ) هو ان يفضل المرء امته على الامم الاخرى بشكل يعتقد انه يجب ان تبقى الامم الاخرى تابعة لامته وتحت سيطرتها كما يعتقد ان لامته ان تحتل ارض تلك الامم و تسخرها وتستغلها حسب مصالحها ويعد امته شعب الله المختار !!
من اعداد// الشاعر والاعلامي رمزي عقراوي من كوردستان – العراق