التظاهرات والمرحلة الانتقالية
فريد حسن
اصبحنا على عتبة مرحلة جديدة بعد ان اتت المظاهرات بأكلها واثمرت وعلينا المحافظة على ثمار جهود ابطال التظاهرة من ابناء العراق الغيارى الذين انتفضوا انتفاضة رجل واحد في جميع المحافظات والمدن والقصبات ولتصدح الاصوات كفى سرقة الاموال وكفى الاعتماد على الحرامية في ادارة الدولة ومؤسساتها كفى للطائفية والمحاصصة والكتلوية والتنادي بالدين من قبل الاحزاب السياسية التي تتخذ من الدين ستارا لتنفيذ جرائمها بحق الشعب فكانت رسالة واضحة للجميع ان ابناء العراق متوحدون في الارادة ومتحدون بوجه الفساد والمفسدين .
فلندع فضفضة الكلام لاننا في مرحلة انتقالية وثورة شعبية ولابد من تظافر كل الجهود من اجل العمل للمحافظة على مكتسب نتائج التظاهرات المليونية التي شهدتها المحافظات ولتنصب كل الجهود من اجل التغيير الحقيقي في هيكلة الدولة وخططها وبرامجها واعادة النظر بالدستور والقوانين التي جاءت محصلة ثقافة منحرفة من المحاصصة والكتلوية .
ان ابناء العراق عانوا الكثير منذ عام 2003 حيث الانظمة القمعية والسرقات بالمليارات والمحسوبية والطائفية والتي كانت ضمن برنامج معد ومخطط لها في اروقة الاعداء التاريخيين للعراق واهله الطاهرين وان المنفذين لهذه المؤامرات قد وقعوا اليوم في فخ الشعب وباتوا يستجيرون باسيادهم ولكن ارادة الشعب اقوى ، بل بات البعض من المشمولين باجراءات مطاليب الشعب ينادون بالديمقراطية والشفافية ومناصرة المظلومين ونسوا انهم هم من كانوا السبب في كل ما حدث للشعب من فاقه وحرمان وقتل وتهجير وابادة ومقابر جماعية ان الحكومة مطالبة بالاقتصاص من كل هؤلاء وفقا للقانون ، ان ابعاد المسؤولين او تنحيتهم من مناصبهم التي هي اساسا غير شرعية ولا قانونية لاتعني معالجة الفساد بل لابد من تقديمهم الى المحاكم الاصولية للاقتصاص من الجرائم التي ارتكبوها بحق العراقيين .
ان الشعب قد فوض امره لرئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي فلا بد ان يكةن اهلا للمسؤولية الاخلاقية والاعتبارية والشرعية وان يقوم باتخاذ الخطوات التي تعزز من حكمة التظاهرات التي شكلت منعطفا تاريخيا بعد ان كانت الاحزاب الدينية السياسية قد اخذت مداها باساليب رخيصة بالغت بأنها جاءت لنصرة المظلومين وقد اتخذت من شعارات امير المؤمنين علي بن ابي طالب (رضي الله عنه) ومن مظلومية الامام الحسين (عليه السلام) بوقا لها ومن خلالها كانوا يسرقون المليارات من المظلومين من ابناء العراق لقد سقطت الاقنعة وانكشفت العورات عورات السرقات واساليب اللصوصية وان التظاهرات حولت العراق الى دولة قانون فعلية لاادعاءا ونتسائل لماذا اليوم يهدد رئيس كتلة دولة ما يسمى بدولة القانون بكشف ملفات الفساد الم تكونوا دولة قانون لماذا لم تكشفوا هذه الملفات في حينها انها مؤامرة يراد بها زعزعة الاستقرار في البلاد بل ان البعض من المشمولين باجراءات الاجتثاث الشعبي وصفوا المتظاهرين بالعملاء او بقايا البعث واحدهم تجرأ ليقول ساضعهم تحت اقدامي في حين كان الاولى بك وانت في الهرم القيادي التنفيذي للدولة ان تسأل عن ملفات الفساد التي قدمتها للقضاء عندما كنت رئيسا لهيئة النزاهة البرلمانية اليس من حقنا التساؤل ، انهم يعيشون حالة هستيرية لانهم انكشفوا وسيقدمون للمحاكمة وسينكشف فسادهم بعدما كانوا محتمين باكاذيبهم ان العراق في خطر ولايجوز الغاء المحاصصة او تبديل الفاسدين وما الى ذلك من اجتهادات كانت كلها تصب في مصلحة خيانتهم للدين والطائفة والانتماء للوطن .ان التظاهرات ستستمر لحين الوصول الى دولة عادلة تعمل لمصلحة الوطن والمواطن .
ان مرحلتنا الانتقالية ستنجح لانها ثورة شعبية والدليل ان المتظاهرين منعوا الفاسدين من المشاركة فيها كما منعوا استغلالها لجهة سياسية معينة لان العراق واهله اخوة تاريخيا ولكن الاحزاب والكتل الطائفية حاولت زرع الفتنة والتفرقة في صفوفهم لكي تصفى لهم الاجواء لسرقة اموالهم (ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين) وقد اثبت ابناء العراق انهم من نسل النخلة العراقية المرفوعة الهام والذين رضعوا من حليب دجلة الخير وفرات الزلال ولايمكن ان ينال منهم احدا او يفرقهم لانهم ومنذ الرسالة المحمدية معتصمون بحبل الله شعوبا وقبائل والاكرم فيهم من شارك في التظاهرات وكشف الفاسدين الذي دعاءنا لهم جنهم خالدين فيها ابدا .
فريد حسن
العراق- اربيل