الْتَّضَارِيْسُ
إِنَّ الْعُيُوْنَ الَّتِيْ سَالَتْ تُوَدِّعُكُمْ
جُزْءٌ مِنَ الْحُبِّ لَا كُلُّ الْأَحَاسِيسِ
فَنَاظِرُوْا لَوْعَتِيْ بَانَتْ عَلَىْ جَسَدِيْ
تَحْكِيْ لَكُم عِنْدَهَا كُلُّ الْتَّضَارِيْسِ
لَا شَوْقَ يَعْدِلُ غَالٍ بُتُّ أَفْقِدُهُ
كَانَ الْضِّيَاءَ إِذَا تَخْبُوْ فَوَانِيْسِيْ
لَوْ أَفْقِدُ الْنَّفْسَ مَا أَوْفَيْتُ لَوْعَتَهُ
هَلْ يُؤْمِنُ الْحُبُّ يَوْمَاً بِالْمَقَايِيْسِ
وَجْهٌ بَدِيْعٌ تَغَشَّىْ الْنُّوْرُ مَطْلَعَهُ
وَأَشْرَقَ الْحُسْنُ مِنْ خَلْفِ الْكَوَالِيْسِ
وَنَفْحَةٌ مِنْ شَذَا أَنْسَامِهِ عَبَقَتْ
تَفُوْقُ مِنْ طِيْبِهَا أَعْطَارَ بَارِيْسِ
يَا نَبْضَ قَلْبِيْ وَيَا شِرْيَانَ ذَاكِرَتِيْ
تَفْدِيْكَ رُوْحِيْ مَعَ كُلِّ الْقَوَامِيْسِ
أَشُمُّ أَشْذَاءَهُ ذِكْرَىْ مُلَوِّعَةً
تَجْثُوْ حَنِيْنًا عَلَىْ مُرِّ الْهَوَاجِيْسِ
أَمْسَيْتُ ارْثِيْهِ وَالْآمَالُ تَنْهَشُنِيْ
لَمْ يَبْقَ لِيْ غَيْرُ أَسْرَابِ الْقَرَاطِيْسِ
فَفِي رَحِيْلِكَ يَدْنُوْ الْنَّاسُ مَنْفَعَةً
هَلْ يَصْمُدُ الْحُبُّ يَوْمًا دُوْنَ تَأْسِيْسِ
فَالْأُفْقُ دَاجٍ بِلَا جُنْحٍ يُحَرِّكُهُ
مِنْ بَعْدِ أَنْ لَاحَ فِيْ زَهْوِ الْطَّوَاوِيْسِ
اغْفُوْ فَأَرْتَعُ فِيْ جَنَّاتِ ضِحْكَتِهِ
فَتَلْقَفُ الْجَفْنَ أَطْيَافُ الْكَوَابِيْسِ
وَالْيَوْمَ تَرْحَلُ وَالْأَفْيَاءُ شَاحِبَةٌ
وَالْقَلْبُ أَمْسَىْ مُحَاطًا بِالْجَوَاسِيْسِ
كُلُّ الْفَضَاءِ نَوَامِيْسٌ مُعَتَّقَةٌ
وَأَنْتَ كَوْنٌ عَلَى كُلِّ الْنَّوَامِيْسِ
مطران العياشي
السعودية، جازان