د.عقيل الفتلي
( وراء كل أمة عظيمة تربية عظيمة )
▪︎ التربية الحديثة :
إن المراد بمعنى مفهوم التربية الحديثة والتعليم هو البحث عن مجموعة من المفاهيم الثابتة والمستقلة التي يمكنها أن تنسجم مع الأُسس العقلية الراسخة والمتطلبات الاجتماعية اللازمة لتنشئة الأبناء بصورة سليمة تجعل منهم أفرادًا صالحين لأنفسهم وللمجتمع.
كما أن من أحد أهم مهام التربية الحقيقية هو إكتشاف القوى الخلّاقة وتربيتها وتفعيلها من أجل الحد بنفس المقدار من الإتساع والتأثير للقوى المخربة والمفسدة.
ولذلك يتحتم على المعلم أثناء عملية إنطلاقه في عملية التربية أن يقوم بالإنطلاق فيها حاملًا فكرة أن الإنسان بطبيعته ذو فطرة سليمة طيبة وخيرةاهم المبادئ التربوية الحديثة التي يعود الفضل في وجودها لعلم النفس التربوي:
1- مبدأ الحرية:
تحولت التربية الحرة إلى دستور تربوي يتميز بطابع الشمول والأصالة حيث تتميز بصيغ عدة أهمها الحرية النفسية والحرية الجسدية والعقلية للطفل.
-الحرية النفسية:
أن لا يكره الطفل على تبني مواقف واتجاهات انفعالية سلبية مثل مشاعر الحقد والكراهية وان يترك للطفل حرية التكون السيكولوجي.
-الحرية العقلية:
عدم شحن ذهن لطفل فيما لا يرغب فيه أن يفكر فيما ليس من شانه وأن يكره على معتقدات وقيم خارجة عن إرادته واهتماماته الطفولية.
-الحرية الجسدية:
تتمثل بترك حرية الطفل وخاصة في مراحل حياته الأولى من حيث اللعب والحركة والانطلاق دون قيود أو حدود تعيق عملية نموه وازدهاره.
2- مبدأ الحب:
من أهم الحاجات الانفعالية التي يجب إشباعها عند الأطفال هي الحب فعند حرمان الطفل من إشباع هذه الحاجة يفقد عنصر تكامله النفسي والإنساني لاسيما في المراحل الأولى من حياة الطفل.
3- مبدأ التجربة الذاتية للطفل:
أن أساس التربية الحديثة هي التجربة الذاتية التي تؤكد أهمية النمو الذاتي الحر للطفل. وعلى هذا الأساس تهدف التربية إلى دفع الأطفال إلى دائرة الاعتماد على الإمكانيات الذاتية الخاصة بهم.
4- مبدأ الحوار:
هو العملية التي ينتقل بها العقل الإنساني من حالاته الساكنة إلى حالاته النشطة فاللغة لا تنمو إلا من خلال الحوار النشط وأن الأطفال الذين لا تتاح لهم هذه الفرصة يعانون من خواء ذهني ومن ضمور شديد لإمكانياتهم العقلية والنفسية والوجدانية5- مبدأ المسؤولية:
يعد هذا المبدأ وثيق الصلة بمبدأ الحرية فالحرية هي الفضاء الذي يتحرك فيه الإنسان وجدانيا ونفسيا وانفعاليا ومن هنا فإن مبدأ المسؤولية يشير إلى النتائج التي تترتب على الحركات الرشيقة للحرية وتحمل الفرد نتائج أفعاله.
6- مبدأ الاستقلال:
يعرف تعويد الطفل الاعتماد على نفسه في حل مشكلاته وفي قضاء حاجاته وذلك بالقدر الذي تسمح له قدراته القيام به بالتربية الاستقلالية التي ترتكز عليها التربية الحديثة. والتربية الاستقلالية على نقيض من التربية الاتكالية وبذلك ينشأ ضعيف الشخصية كثير التبرم بالحياة متشائما.
▪︎خصائص التربية :
توجد العديد من الخصائص للتربية ستيم ذكرها وتوضيحها فيما يلي:
1-عملية مستمرة:
إذ لا تقتصر التربية على عمر معين، بل هي عملية مستمرة منذ الولادة حتى الوفاة، وتتمثل بإضافة وتجدد الخبرات.
2- عملية تكاملية:
فالتربية تتناول جميع الجوانب في الفرد سواء الشخصية، أو العقلية، أو الوجدانية، أو الجسمية، أو الاجتماعية أو الخلقية أو النفسية.
3-عملية فردية واجتماعية: تشمل التربية الفرد ذاته وتتعداه إلى المجتمع، إذ تعمل على تنمية شخصية الفرد واستعداده وميوله ومفاهيمه وأفكاره وتسهم في تعديل سلوكه، كما تحاول أن تنمي أفراد المجتمع كافة وتجعل منهم مواطنين صالحين.
4- عملية إنسانية: فهي عملية مختصة بالإنسان فقط، أي لا تشتمل الكائنات الحية الأخرى فيها. تختلف باختلاف الزمان والمكان، إذ تختلف طرق وأساليب التربية في كل زمان عن الآخر، كما تختلف من مكان إلى آخر، فالتربية عند العرب تختلف عنها عن الغرب، وذلك لأن عادات وأخلاق المجتمع العربي مختلفة عن المجتمع الغربي.
▪︎ أنواع التربية :
توجد أنواع عديدة للتربية سيتم ذكرها وتوضيحها فيما يلي:
1- التربية النظامية: وهي التي تشرف عليها المؤسسات التعليمية والتربوية التي تهدف إلى التربية والتعليم ابتداء من المدارس الابتدائية إلى الجامعات، ويتميز هذا النوع من التربية بكونه يخضع إلى الضبط والتوجيه ببرامج ومناهج محكومة بقوانين يتم اختيارها اعتمادًا على الأهداف والبرامج المجتمعية.
2- التربية غير النظامية:
وهي التي يكتسبها الفرد من المؤسسات الاجتماعية كالمساجد، والأسرة، والجمعيات وغيرها، وقد تكون كتنشئة عامة وتربية. التربية التلقائية أو العرضية: وهي التي يكتسبها الأفراد نتيجة تفاعلهم مع البيئة من حولهم بما فيها من مادة وما تحتويها من نبات أو حيوان، ومع بيئته الاجتماعية والثقافية كوسائل الاتصال، حيث يكتسب الفرد من تفاعله مع البيئة خبرات وعادات ومعتقدات واتجاهات كثيرة. أهمية التربية فيما يلي ذكر لبعض النقاط التي توضح
▪︎ أهمية التربية لكل من الفرد والمجتمع:
تسهم التربية في استمرار وتجديد ثقافة المجتمع ونقل التراث الثقافي. تحديد الاتجاهات السلوكية للأفراد وبالتالي للمجتمع. تعريف الفرد بالمواقف التي يستجيب اعتمادًا على نمط الاستجابة البيئية. تسهم في نمو الطفل عقليًا وجسمانيًا واجتماعيًا. تساعد التربية على اكتساب اللغة وأساليب الكلام من الأفراد الذين يختلط بهم في بداية حياته. للتربية دور في التطور وتحسين المستقبل؛ وذلك لأنها تشكل وتثقف الفرد وبالتالي تسهم في تطور مجالات عديدة كالسياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها التي تسهم في تطور المجتمع. تساعد التربية في التخلص من الفوارق بين الطبقات؛ وذلك من خلال انتشار المعرفة والعلم التي تدعو إلى حسن التفاهم والتعاون بين هذه الطبقات .
التربية- أبعاد ومجالات
شارك هذه المقالة
اترك تعليقا
اترك تعليقا