نكتب دائما بأساليب متعاونة متنوعة تهدف الى إظهار طاقاتنا وإمكانياتنا لغرض الكسب المعنوي اولا ، اليس كذلك؟ نعم، ولكن هذا النمط القديم المتعارف دخلت عليه معشوقات ضامنة تسعى الى إبراز بدائل تندرج ضمن النصوص والتعابير والممارسات الحوارية المكتسبة ، بحيث اننا نصل في محطات الغموض لمحطة نجهل عنوانها ونقوم بتقديم نموذجنا مدركين اننا أفضل او اجمل على غرار التذوق القريب ؛ بينما النقد الاذع والصارم والحاد والصارخ نعتبره عيبا ونقصا واستهدافنا في بيئة يكون فيها التصحيح والتقويم غير ثائرا على مستجدات وتجديد نعرف منه القليل ، ولو دخلنا فيه نشعر بالحرج ونلجأ الى النقل والتفسير والتحويل والسعي الى تجربة مفادها : نتحرك صوب النضال البعيد ما بعد تجربة الثورة والازدهار والنمو والجهاز ، يبدو صعبا؟
لنعود ونقدم ما لدينا من حديث، لنترك الحبكة وأسلوب النص والمعنى والشكل والمضمون ونوع الأدبي ونركز على حقيقة مهمة ، التنظيم الدقيق يلتقي المهارة الواجبة في بيئة الدرس ، في حين ان من يحصل على النتاج التام المنقح والمدقق والمحقق ، يحلس على أريكة صنعت في حقبة جده الثالث قبل مئة عام وليس سنة ، اليس المضمون والشكل والهدف واحداً في المحتوى المغلف بادوات محكمة ، كيف هذا؟ نعم، لنترك الحبكة كون بعض الدراسات لعلماء ومفسرين ونقاد أسموه : الرئيس والثان، بينما قال كبير الفلاسفة : هي جوهر الكتابة ، وربما نرى اخر يقول : هي العمود الفقري -للتشبيه- وثالث يذهب بعيدا جدا لما بعيد المستقبل البعيد ، فنرى تخلي وتجرد عنهما تام عن يقين وقناعة لاننا قرائنا كثيرا عن المتجردة والأحادية والتشكيلية والمكملة والبارزة والقانونية الثانوية والقاعدة الأساس والصعبة والهامشية وغيرها ، ونفهم مما تقدم ان الزمن والحقب خلقت لنا معاني وتفسيرات وعنوانات واشكال ، تقف عند باب المتلقي الذي يسحره عذوبة النص وشوق المطالعة وتركيز المتابعة وتتابعية سلسلة الأحداث : حدث دافع ، جهد محفز ، ونشاط اطلاعي منتج مطبق من قبله قبل غيره، من يبدء؟
“… ذات يوم يجلس علي عند قارعة الطريق ، يعانق الريح ، يبارز شدتها ، ويحاكي أنوثتها ، يتعذب حيث تهجره تاركة” الكثبان الرملية خلفها ، جاعلة” الأمل صعب المنال ، حيث ينهض ينفض من على ثيابه الرثة البقايا الممزوجة ببقع الزيت التي امتزجت من بقايا الرصيف ، وهناك ينادي شخصا طويل القامة ، لايقوى علي على رؤيته شكله دائري ، وحركته حلزونية ، يجرف المارة وعابري السبيل معا ، وإذا به يلتفت خلفه ، ليجد فتاة بعمر الورد ، تطالع كتابها ، جالسة لوحدها قرب والدها الطاعن في السن ، يبيعون الخبر … ، يبدوان حائران وسط الموج العارم ، النهاية ، هي تلك ، انها أبتي حيث نشأت ، في العام القادم لن نلتقي !
علينا ان ندرك جيدا ان بديل الثلاثي المعروف هو تقبل القارئ وقياس احساسه الجمالي نحو الهدف الأسمى : عيون تقرأ وجيل ويتغير ومستقبل ما بعد القريب يقدم نموذجا سارا وهادفا نحو بيئة التحسين المنتج ، كيف ذلك ؟