الانتفاضة تفرض علينا الصبر والمطاولة
الشعوب حينما تمر بصعاب الظروف ، يتطلب منها ، اولا الصبر والمطاولة والعقلانية ، وثانيا لمً الصفوف وتماسكها ومعرفة الدخلاء والحرباويين بين صفوفها وتعريتهم ولفظهم ، وثالثا القبول بالنتائج المنتزعة من المقابل وادامة الزخم للحصول على المزيد ، اي يجب ان يكون هناك توالف وتوافق بين الاهداف المرسومة والاهداف المتحققة بطريقة سلمية منظمة خالية من العنف والقوة منعا للتصادم في بلد لم يبقي الفساد والارهاب من بناه التحتية شيئا يذكر . فالوضع في العراق بعد التغيير 2003 وضع شائك ومعقد ومتداخل ، تداخلت فية مصالح قوى كثيرة ، عملت بالضد من ارادة وطموح العراقيين وما كانت ترغب فيه . اذن التحلي بالصبر وأخذ المبادرة وعدم اعطاء المقابل الفرصة للالتفاف على المكتسبات التي تحققت من خلال حصرة في زاوية ضيقة وان كانت تلك المكتسيات لاتلبي طموح الجماهيروقواة الوطنية .
ما حصلت علية الانتفاضة من بعض المكاسب انتزعت ، بقوة وارادة العراقيين الذين زلزلوا الارض تحت اقدام السراق والفاسدين والقتلة من الطيف السياسي والنيابي والطوابير التابعة لهم ، والذين امعنوا في ظلم وفقر وبؤس العراقيين . هذة القوى انحنت امام عاصفة الحق لبعض الوقت ريثما تسترد المبادرة بهجوم مقابل شرس متعدد الصفحات لمنع اي مساس لمكتسابتها الغير مشروعة . المواجهة صعبة وطويله وبدت بوادرها من تصريحات وبيانات واجتماعات ممثلي المحاصصه الطائفية والقومية بكل الوانها ، وما تصرح بة بعض الشخصيات الدينية من على المنابر لتكفر وتزدري ابطال الانتفاضة وتوعدهم بالتهديد وشر الامور ، وكأنهم ظل اللة في الارض ، ناسين ان العراق دولة مدنية دستورية ، وان الشعب مصدر السلطات وله الحق برسم طريقة في شكل الحكم ونظامة السياسي .
الفساد والارهاب والتسلط على المال العام وبث الفرقة الطائفية والاستخفاف بحقوق المواطن والاثراء غير المشروع وضعف الخدمات بل انعدامها ، هي نتائج ومخرجات لنظام سياسي كسيح ولد لارضاء رؤساء طوائف وزعماء قبائل وقادة احزاب متأسلمة وشقاوات مافيات ، بحجج واهية وشعارات كاذبة ووعود اقرب الى الخيال . استبيحت حرمات العراقيين ونهبت اوطانهم ودمر اقتصادهم وهجرت عوائلهم وسبيت نساءهم وقتل خيرة شبابهم ورجالهم ، كل هذة المصائب والويلات لم تهز ضمير طبقتنا السياسية ، بل زادوا امعانا في هواننا وذلنا واخضاعنا لشعاراتهم الزائفة وفتاويهم الكاذبة ووعودهم السنمارية . ماذا ينتظر هذا الشعب ،هل يبقى ينتظر ويصدق وعود السلاطين والاغوات ؟ أم ان الانتفاضة المباركة هي مشروع كبير لتغيير بنية وأسس وقواعد العملية السياسيه، والايام حبلى بالتوقعات !!
رفعت نافع الكناني