فريد حسن
ان الازمات التي عصفت بالبلد كانت مخاطرها اكبر ووقعها اشد بغياب المثقفين لان القائمين على الحكم اقل ما يمكن القول فيهم انهم جاءوا الى سدة الحكم بارادة معروفة وبنيات سيئة انتقامية وهم ابعد ما يكونون من ادارة دفة الحكم لانهم وبصريح العبارة ليسوا رجال دولة بل ان الظروف هي التي قادتهم الى ما هم عليه وعليه ابتلى الشعب بهم لانهم يسيرون الامور بالاهواء والركون الى رأي الاجنبي والتدخلات الاقليمية السافرة وان الحكام غير آبهين بكل ذلك ماداموا يعتلون الكراسي ويتقاسمون اموال الشعب بينهم ( ويحسب ان ماله اخلده) طبعا الآية مقصودة بها المال الحلال فكيف بالمال الحرام المسرق من الشعب اموال اليتامى والمساكين والارامل .
ان الانتخابات المحلية على الابواب ولابد للنخبة المثقفة ان تتدافع لتحوز على المناصب من اجل خدمة الشعب ولابد لها من العمل على تحجيم دور السراق واللاعبون على حبل الطائفية المقيتة وان عليهم توضيح الامور للناس ليعرفوا ان الطائفيين غرافون وذو اطماع وان جيبوبهم مثقوبة لاتمتليء وان مسيرة الاعوام الماضية من يوم الاحتلال البغيض والى يومنا هذا لم يستطيع هؤلاء من تقديم خدمة للناس غير القتل على الهوية وتفخيخ السيارات والاعتقالات العشوائية وصناعة الميليشيات الاجرامية والقوات الخاصة والصحوات وقيادات العمليات للدفاع عن مصالحهم وهم يعلمون انهم فاشلون في الادارة وعليه لابد من الاعتماد على اللصوص والميليشيات الاجرامية المخزية استمرارا لبقائهم في السلطة في دولة بوليسية لاتعرف غير لغة الدم والقتل ولو عدنا الى سجلات المنظمات الدولية المهتمة بحقوق الانسان لنرى العجب العجاب في مستوى خرق حقوق الانسان في العراق خلال الاعوام الماضية من خلال التصفيات الجسدية والكواتم والمفخخات التي تمولها الحكومة بالتعاون مع ارادة الشر التي كانت ترى في ان امريكا الشيطان الاكبر ولكن عندما التقت مصالحهما اصبحت امريكا اليوم الرحمة والبركة .
ان المثقفين المخلصون للوطن مطالبون اليوم اكثر مما مضى لترتيب البيت العراقي واعادة بسمة الوحدة والتلاحم الوطني بين جميع الاطياف وتحت خيمة العراق لان العراق اهم واجدر بالانتماء له من الانتماء للطائفة او المذهب لان الطائفية ثقافة دموية والانتماء للعراق ثقافة المحبة والسلام والتعايش وليصدقني الجميع لو ان (عليا) بن ابي طالب موجود اليوم بيننا لخلع رؤوس كل الذين يتبجحون بالطائفية من اجسادهم بسيفه لأن (عليا) كرم الله وجهه دافع عن الاسلام وخذل اعداء الاسلام ولازلنا نحن اليوم نقاتل اعداء الاسلام اتعرفون من هم ؟ انهم اولئك الذين يفرقون بين المسلمين ويسمونهم بتسميات لخدمتهم وخدمة دنياهم .
الانتخابات على الابواب وندعو الجميع ان لايتأثروا بأكاذيب الملعونين على الارض الذين يقولون ما لا يفعلون وقد عرفناهم وجربناهم خلال السنوات الماضية فبدلا من الاعمار والبناء قتلوا شعبنا وشردوهم من ديارهم بدعاوى باطلة لاتمت الى الاسلام بصلة بل انهم ساهموا في النيل من الاسلام امام العالم فأصبحت عبارة الاسلام مرادفة لعبارة الارهاب ومعاذ الله ان يكون الاسلام كذلك .
لننتبه الى المؤامرة الخبيثة ولايغرنكم اليافطات والشعارات فالمخلص للبلد يكفيه ان يعلن للناس اسمه وتأهيله العلمي دون التطبيل والتزمير فخير الكلام ما قل ودل والمخلصون والمؤمنون والصادقون يكفيهم القول القليل لانهم حين الفوز بالانتخابات سيصنعون الكثير .
اننا على ثقة ويقين ان الالاف من الملفات ستظهر حين يفوز المخلصون ولهذا سترون كل مخلص مرشح سيتم قتله لان المجرمين اضحوا في دولة القانون والديمقراطية اكثر ليحافظوا على مناصب اسيادهم والا ما معنى كل هذا الجيش العرمرم وكل هذه التسميات من قيادات العمليات والصحوات والميليشيات والمخبر السري والشرطة الاتحادية والشرطة المحلية ثقوا اننا نعيش في دولة سرية ابطالها مافيات وعصابات همها المحافظة على سرقاتها . اين البناء مع كل هذا الكم الهائل من الواردات النفطية الى اين تذهب ولمن وكيف تصرف والشعب المسكين يعاني الفاقة والحرمان الا تخجل الحكومة حينما ترى الاولاد القصر يملؤن الشوارع وهم يستجدون اين حقوقهم وأهليهم من واردات النفط واين الماء والكهرباء والخدمات ان كل ذلك تعد جريمة بحق الشعب ولابد ان يأتي اليوم الذي يحاكم الشعب كل المسؤولين الذين تسببوا بطيشهم وسرقاتهم في ابادة شعب العراق .
ايها الفقراء صوتوا لمن هو اقدر وأنزه وأكفأ رغم اننا نعلم ان الاجهزة القمعية للسلطة ستتدخل في عمليات الاقتراع والتصويت بل وربما المكلفين بالانتخابات هم من الاجهزة الخاصة التابعة للحكومة للتأثير على الناخبين كما حدثت في الانتخابات الماضية التي ترشحت عنها الجهلة والاميين ومزوري الشهادات والمروجين لاجندات حكومة القانون وشتان بين القانون وحكومة القانون .