فريد حسن
اصبحت الازمات والتي في غالبيتها مفتعلة من قبل جهات تعتاش عليها الشغل الشاغل في عراق الدم قراطية وهذه تنبأ بأن السياسيون انما يستلمون الاوامر من الاسياد من خارج البلد، بل واصبحوا دمى بأيديهم
يحركونهم كيفما ومتى ما شاءوا واذا ما عدنا الى التاريخ السياسي ،لم نجد احترابا كما الان في العراق بين الكتل والاحزاب والتنظيمات المسلحة والمدنية ،حيث حبك المؤامرات والاسقاطات السياسية والروح الانتقامية وملفات وتلفيقات واكاذيب كيدية لصرع الند. هذا الند الذي شارك بقائمة في الانتخابات وكذلك الحكومة ولكن يبدو ان توجهاتها الوطنية ودعواتها لوقف التدخلات الاجنبية ،وبالاخص الجارة السيئة لم تكن متوازنة مع آراء الآخرين الذين يسعون لان يجعلوا من العراق ضيعة تابعة لاصحاب النيات السيئة ذوات الروح الانتقامية، الذين يرون ان البلاد مفتوح امام خياراتهم من خلال المتحالفين معهم بل المنفذين لسياساتهم الرعناءة . ان الحكمة تقتضي الدعوة الى حوار وطني عراقي خالص لحل الازمات التي باتت تخنق الشعب والعودة الى اتفاقات اربيل التي تشكلت الحكومة على اساسها لكن هنالك بنود اكثر اهمية من تشكيل الحكومة وهي الشراكة الحقيقية في القرارات المصيرية وتشكيل مجلس السياسات الستراتيجية. ان الانتقائية في تنفيذ الاتفاقيات هي المؤامرة بعينها وعليه فأن اوضاع البلد سائر الى الهاوية والاحتقان الطائفي، وتؤكد التقارير الصحفية بأن افرادا من الميليشيات المسلحة تكتب على جدران البيوت المنتقاة عبارة هذا البيت (مطلوب دم ) ، فأين اجراءات الدولة وعمليات بغداد الغير طائفية من هذه الممارسات البعيدة عن الشيم والاخلاق العربية الاصيلة ،فالعربي لايقتل ولا يهجر الا دفاعا عن كرامته وعرضه وشرفه ، هذا ما نعلمه وقراناه في تاريخ امة العرب وقدوتنا النبي العظيم محمد (صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم ) كان محررا للعبيد واسرى المعارك ولم يقبل بقتل احد، الا الذين تمادوا في غيهم وقاوموا رسالته الكريمة التي جاءت رحمة للعالمين ان هذه البيوت التي تتلطخ بعبارة ( مطلوب دم ) هم مسلمون ام هنالك رأى آخر افتونا يرحمكم الله وانيرونا ان هذه الممارسات تنم عن عنجهيه وجهل بأحكام القرآن جامع وحدتنا ونبراسنا لبناء ورص الصفوف والوقوف بوجه الاشباح، الذين جدودهم مزقوا رسالة النبي محمد ورفضوا الدخول في الاسلام . ان افتعال الازمات لاتصب في مصلحة احد بل ان التوافق ونبذ الاحقاد والضغينة والاحترابات السياسية كفيلة ببناء دولة ديمقراطية ، اذا ما كان الجميع مثلما يدعون ان الموتمرات فاشلة سياسيا وغير مجدية بغياب التوافق والاسس السليمة والمشاركة الجمعية في القرارات وتوزيع الحقائب الوزارية بأنصاف وفسح المجال للجميع باعطاء آرائها بعيدا عن ممارسة الارهاب ضدها اضافة الى اعادة هيكلة القوات الامنية كي لاتصبح بيد فرد بمطلق الصلاحيات لان ذلك سيؤدي الى تحويلها الى ميليشيا وربما تستخدم لتصفية الخصوم والقوات الامنية اكبر، من ان تتحول مهماتها تنفيذ اجندة غير اجندة الدفاع عن الوطن وحماية حدودها . ان الناظر الى السياسة المتبعة في العراق يلحظ التفاوت من خلال الطفر العالي على القوانين والانتقائية في تناول موادها اما الدستور فمعطل وغائب الا عند الضرورة، وضرورة المادة التي تفيد زمن المرحلة والتي يجني بها المسؤول ويحقق رغباته، اما المواد الاخريات فيرى المسؤول انها بغير ذات اهمية لانها لاتتواكب وحاجاته. ان هذه العقلية المتخلفة والمتحجرة لايمكنها ان تبني دولة ديمقراطية ،بل تبني دولة دم قراطية ان الاحداث تنبأ بذلك. ان المؤتمر المزمع عقده لانتائج ولا محصول من وراءه بل بالعكس مخيبة لللآمال ،وقراراتها ميتة قبل الولادة لانها لاتتناول الاوضاع برمتها، واعتقد انه لايعجب الزراع ان المؤتمرات هي للمصالحة ولكن ما دام روحية التهميش والاقصاء حاضرة في العقول ،فاكتب على المؤتمر والمؤتمرات السلام. وارى ان توزع الاموال المخصصة له على اليتامى والارامل والثكلى اجدر وانفع ولربما يغفر الله لكم ذنوبكم لما تسببتم به من قتل ومقابرجماعية وتهجير عباد الله من ديارهم. انها دعوة مخلصة للسياسيين ان يوحدوا جهودهم بروحية عراقية خالصة مخلصة لوجه الله، وان يسلكوا طريق السلم لمعالجة كل الاخفاقات ، وان يكونوا قلبا واحدا ويدا واحدة لان في الاتحاد قوة وفي الفرقة ضعف. ان العراق مقبل على البناء بعد خروج المحتل صاغرا امام مقاومة ابناء البلد، وحدوا كلمتكم ليبارككم الله في مسعاكم وندعوكم للترفع عن هواجسكم المستحكمة في قلوبكم ، حيث كل منكم يعتقد بأن الآخر متآمر عليه انها اضغاث احلام فكونوا واقعيين فالشعب قد وهبكم الكراسي فهبوه العيش الكريم ولا تخذلوه واحترموا اصواتهم في الانتخابات