الاحتجاجات الشعبية تعصف بايران تزامنا مع احتجاجات العراقيين
صافي الياسري
ثمانية واربعون تظاهرة احتجاجية عاصفة هبت على ايران منددة بحكم الملالي في احتجاج متصاعد على القمع والقسر والتجويع وغلاء المعيشة والبطالة فقط خلال الاسبوع الاخير من شهر اب المنصرم ،وهي تتجدد هذه الايام باتساع اكبر وشمولية اعم ،وتزامن هذه الاحتجاجات مع احتجاجات العراقيين ،انما يهدد نظام ولاية الفقيه الفاشي المستبد في صميم هيمنته الاقليمية والداخلية وينذر بقوة بحراك شعبي اشد وبخاصة بعد ان اكتشف الشعب الايراني فراغ الوعود التي بذلها رموز النظام تزامنا والزفة التي روج لها حين وقع الاتفاق النووي مع مجموعة الست الدولية نواستمرار هذه التظاهرات في العراق على سبيل المثال للشهر الثاني واكتشاف العراقيين ان وعود الاصلاح التي سمعوها من الحكومة لا تختلف عن وعود املالي في طهران فهيمواعيد فارغة وعرقوبية ولا امل في تنفيذ حتى بسيطها وفي بيان لها بهذا الصدد نشرت المقاومة الايرانية تقريرا جاء فيه :
ان هذه التظاهرت اندلعت في مختلف المدن احتجاجا على عدد من الأمور، من بينها القمع وعدم دفع الأجور والابتزاز الضريبي وزيادة مبلغ رسوم التعليم للجامعة للموسم الدراسي الجديد ونقص المياه وسرقة الممتلكات من قبل أجهزة تابعة لقيادات في نظام الملالي وكذلك للتضامن مع المعتقلين.
مشكلة تأخر دفع الأجور في عدد من المؤسسات التعليمية والصحية والصناعية، كانت واحدة من اسباب الاحتجاجات كما حدث في مدينة مشهد، حين اجتمع العاملون في مصنع تقطيع الحجر في ملارد بمدينة كرج، والعاملون في مصنع ‘وينر’ في مدينة أراك.
نفس المشكلة عانى منها المتقاعدون في مصفاة مدينة آبادان وعمال قسم الطوارئ في شركة الماء بمدينة قم، وعمال مصنع ‘بورتكس’ لإنتاج الأسلاك والكابلات في مدينة تبريز.
في الوقت نفسه خرج التربويون في مدينة أراك والعمال المؤقتون في مستشفى مدينة كنغان، والعاملون في مصنع ‘بلا’ لصناعة الأحذية في طهران، والمتقاعدون في ادارة التأمين الإجتماعي في مدينة كرمانشاه للمطالبة برواتبهم المتأخرة أيضا.
أما مشكلة ‘فصل العمال من اعمالهم ” فيبدو أنها تفاقمت في عدد من المؤسسات والمصانع وتسببت في خروج احتجاجات للعمال المفصولين في المعامل الصناعية في كل من مدن طهران وأراك وبيستون كرمانشاه.
وأدت الاحتجاحات العمالية في بعض الحالات بما فيها الاحتجاجات في معمل زراعة وصناعة السكر في ‘ميان آب’ قرب مدينة شوش إلى وقوع اشتباكات شديدة بين قوات الأمن والعمال.
وأدى طرد العمال المحليين في هذا المعمل الصناعي منذ سنين بصفة عامل يومي إلى تجمعهم واعتصامهم أمام المعمل للمطالبة بحقوقهم.
كما أسفر هجوم عناصر قوات الأمن الداخلي على الاعتصام عن وقوع حالة اشتباك مع العمال واعتقال عدد منهم. وإثر ذلك انضم أفراد عائلات العمال إلى الاعتصام ثم شنت قوات القمع هجوما على المعتصمين مجددا بالغازات المسيلة للدموع حيث أصيبت زوجة أحد العمال في الوجه بشدة وتم نقلها إلى مستشفى.
ويطالب العمال المعترضون في شركة ‘ميان آب’ باستبدال المدير العام للشركة وعودة زملائهم المفصولين عن العمل إلى عملهم.
كما رفع العديد من الفئات أصواتهم احتجاجا على الابتزازات الحكومية ونهب ممتلكاتهم في كل من طهران ومشهد واردبيل، وأدى اعتراض أصحاب المحلات في بلدة جوادية على العاملين في منظمة الضريبة إلى وقوع اشتباك بين أصحاب المحلات والعمال.
وفي موضوع آخر، اعترض دعاة البيئة في مدينة ألاهواز على تلوث الهواء وعدم اهتمام السلطات بها.
وأظهر اتساع نطاق الاحتجاجات أن الأزمة الاقتصادية الكبيرة في إيران ناجمة عن الفساد وسياسة النظام الحاكم المعتمدة على الوعود الفضفاضة، بينما لا يملك النظام أي حل للاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية المتفاقمة وهو ما يدفعه إلى الرد على هذه الاحتجاجات بالقمع ومزيد من التضييق على المواطنين.