الوقت 2015 الحدث توقيع الاتفاقية النووية في فينا بين ايران ودول نادي باريس مع الدول الكبار 5+1 ,,ضغوط غير طبيعية مورست على السيد اوباما من قبل الكونغرس الامريكي وخاصة الجمهوريين طيلة الفترة بعد الاتفاق مع ايران بعد كل هذه الانتقادات والضغوط ظهر اوباما وصرح بتصريح واضح وقوي وهو)) أنا لم أسمع عن حل بديل ولكن هناك خياران فقط الأول اللجوء للدبلوماسية والتفاوض والثاني القوة العسكرية واللجوء إلى حرب)) ..
الوقت 1978 الحدث توقيع أتفاقية سلام بين مصر وأسرائيل ,,ضغوط داخلية وخارجية على الرئيس المصري محمد أنور السادات أدت به الى أن يقول مقولته المشهورة بحق المعاهدة التي أختصرها (( أعطني أمرأة مصرية واحدة تحب أن يقتل أبنها في الحرب مع اسرائيل غدا سندخل الحرب معها )) طبعا هذه المقولة لم تكن قد جائت من حالة الرئيس النفسية المستقرة بل قالها وهو متجهم الوجه يعيش حالة من العصبية بسبب المقاطعة العربية لمصر في مؤتمر بغداد اولا وثانيا انتفاض القوميين المتشددين والاخوان المسلمين ضد الاتفاقية واتهام السادات بالجبن والعمالة والخيانة العظمى للوطن
والامة العربية التي كما يدعون تستطيع ان تدحر اسرائيل في اي لحظة هي تشاء لكن السادات خذل الامة العربية وحط من قيمتها ..
لم تكن في فترة السبعينات الدبلوماسية العربية ناضجة الى الحد التي تجعل من رئيس أكبر دولة عربية يذهب الى اسرائيل والى منتجع كامب ديفيد ويوقع معاهدة سلام بين مصر وبين الكيان اليهودي الصغير في الوجود الكبير في التأثير مع العلم أن مثل تصريح انور السادات أكثر استساغة لو خرج من فم دبلوماسي أو رئيس عربي ليس عسكريا ولم يكن يوما ضابطا في الجيش وهؤلاء الضباط اللذين جائوا الى الحكم في فترات متقاربة كانت روح الشباب والعفوان والاندفاع طاغية على تصرفاتهم فبزوغ نجوم الرؤساء العرب مثل صدام والقذافي والسوري والاردني وهم في بداية حكمهم تجعل مثل
تصريح السادات ذالك بمثابة الصاعقة والقنبلة على رؤوس هؤلاء الرؤساء اللذين يتحدثون يوميا بالقضاء على اسرائيل لكن السادات يتحدث عن مشاعر ام وابن يضيع في المعركة قتيل وثكلى وهذا مالم تفهمه العقول المتحجرة التي تمتهن من الحروب والقتل والجيوش هدفا لبزوغ نجومهم كمحررين للعرب ورادين هيبة الامة والقومية العربية حتى عام الاغتيال للسادات عام 1981الذي بانت للمعارضين وعلى مدى ربع قرن من رحيل السادات أن الحرب لم تأتي بنتيجة ولم تعيد اراضي مصر الى مصر لولا السلام والمباحثات .
ولم تنتهي اسرائيل بل تفوقت على العرب وجعلت أغلبهم يرفع رايات اسرائيل في بنايات شاهقة داخل العواصم العربية ويفتح سفارات لأسرائيل والى يومنا هذا ..
أحيانا عندما تشهد مثل هذا التناقض في المواقف بين رؤساء الدول العربية او بين مواقف رجراجة غير متزنه تذهب بعيدا بحساباتك وترسم لنفسك تصورات كثيرة ولك الحق في ما ترسم لأن ما تتوقعه هو شأن انت تعتقد انه صحيح وحق وما يفعله الرئيس الفلاني وهو رئيس أكبر دولة عربية يعني أنه أحمق ولا يفهم بالسياسة شيء ولا يمت للواقع بحسابات القوة والضعف بشيء فهذه اسرائيل كما قال احدهم من الممكن أن نرميها بالبحر وبسهولة لكن عندما تمر فترات تجد ان هذا الرئيس كان محقا نوعما في سياسته الذي ارتسمها وهو يعرف الواقع لتلك الدويلة او الكيان التي استطاعت أن تحارب
في العام 73 حتى وصلت على مشارف دمشق العربية وطائراتها تحطم المفاعل النووي العراقي في العام 81 والرؤساء يهرجون ويعتبرون قضية اسرائيل وفلسطين قضيتهم الاولى ووجودهم مرهون بأنتهاء هذا الكيان الذي لازال باقيا ورحل هؤلاء جميعهم دون ان يتزحزح هذا الكيان اذن حسابات البعض ربما كانت في صحتها ليتجنب ما لايحمد عقباه ..
والذي حصل اليوم مع اوباما بعد توقيع الاتفاقية النووية الايرانية والضغوط الذي مارسها الجمهوريين واللوبيات اليهودية في السياسة الامريكية المنحازة كليا لسرائيل أنتهى الرجل بتصريحه هذا أعطوني البدائل لأعمل عليها لكن لابديل ولا خيار الا خيار الحرب أوالدبلوماسية وأنا سرت بهذا الخيار اذن يعرف اوباما أن الخيار الاخر للصدام مع ايران يعني الدخول في ما لايحمد عقباه ايضا ودخول منطقة الشرق الاوسط في متاهات الحرب وتحطيم المصالح الامريكية وضياع الطاقة التي يعتمد عليها الاوربيين من منابع الشرق الاوسط وبالتالي فأن القوة الايرانية التي
تعاملت ايران معها في المد والجزر حتى اوصلت العالم الى الاتفاق كانت قوة مبهمة وغير معلنة تراهن ايران عليها منذ أكثر من احد عشر عاما من المفاوضات ونجحت في ايصال فكرة القوة الى الخصوم حتى آخر لحظة عندما تحدث ظريف مع أحد اعضاء اللجنة المفاوضة وهدده بالانسحاب قائلا (انا سأنسحب لكن ايران لا تهدد ) اذن الرجل اوصل كل مافي جعبته من قوة الى المفاوض الاخر حتى أعلن اوباما بوضوح أن خيار الحرب مع ايران ليس هو الخيار الامثل مع معرفتها أنها جربت خيار الحصار ولكنها فشلت وأعتبرت ان الحصار هو الاداة التي ستكشف مدى قوة وضعف ايران وبالتالي فأن الرجل
عرف قبل توقيع المعاهدة أن ايران ليست العراق ومفاوضيها ليست المفاوضين العراق مع الفارق الكبير بين المفاوض في عهد الرئيس نجاد المتشدد وبين عهد الرئيس روحاني المتربع على كرسي الاقناع والتفاهم ..
ليس من السهولة بمكان ان يخرج رؤساء دول كبيرة في الاقليم العربي كمصر وكبيرة وقوية في العالم كأمريكا ويعلن أنه يبحث عن خيار او اقناع او بديل للنجاح وهو يضع معارضية في مداخل ضيقة يلتزمون الصمت رغم ما سيتعرض له من ضغوط مستقبلية ربما تهدد مستقبله السياسي وتخرجه من السياسة نهائيا او ربما تخرجه من الدنيا كما هو حال السيد أنور السادات عندما اغتيل في العام 81 للسبب الانف الذكر ..
لا صداقات في السياسة بل مصالح ولا نتفاجأ في يوم ما وربما قريب ان نرى أن ايران وأمريكا اصدقاء ولهم مشتركات على الرغم من أنها عدوة الشعوب والشيطان الاكبر والدولة المارقة لكن الوقت والمصالح تجعل من السياسة تعيش أوانها وليس تعيش حسب العواطف وحسب الاعتقادات فالأستراتيجيات السياسية والايدلوجيات السياسية تعيش حسب ما يضع خطوطه العريضة والدقيقة دهاقنة السياسة في الدول الكبيرة والصغيرة ولا يمكن ان تستمر دولة قوية ولها تأثير في المجتمع العالمي على مفاوضين أغبياء يلهثون وراء الصور والابتسامات ويقدمون أنجازات سلفهم لأعدائهم بأطباق من
ذهب ويعودون لمدنهم يتبجحون بأنتصارات وهمية لا وجود لها على الارض ..
صحيح أن الدول تقدم تنازلات آنية في فترة المفاوضات للخصوم من أجل تمرير او اقناع خصومهم لكن هذه التنازلات ليست بمستوى الفائدة التي يجنيها مستقبلا والتي ستكون اكبر وأعظم وهذا ماحصل مع ايران و5+1 فالطرفان ابتهجا وأحتفلا والطرفان ادعى أنه المنتصر لكن الحقيقة أن الطرفان قدما تنازلات وكل له رؤيته المستقبلية لما سيجنيه من هذه التنازلات لبلده ولأمته ولمصالحه.
حمزه—الجناحي
العراق –بابل