الإيمان و الالحاد
……………………………..
خالد الياس رفو
……………………………..
للإيمان اوجه عديدة ، فهناك ايمان موروث واخر مبنى على دراسة وتقصي وبحث ….
وكذلك للالحاد اوجه عديدة ، فهناك الحاد مجوف فارغ من اي معرفة ويكون تقليد لحالة مستجدة او إنكار وأبتعاد عن ايمان فارغ موروث ، والحاد اخر رصين مبنى على دراسة وبحث وتقصي وادلة حقيقية .
الإيمان الموروث او العقيدة الموروثة بطبيعة الحال لن تكلف احد اي جهد لانه مفروض عليه منذ نعومة اظافره وتتم ادلجة الإنسان عليها و الإلحاد الذي يكون نتيجة للبحث والتقصي والدراسة والتعمق في الايدلوجيات وتفسيرها يكون متعب ومكلف وشاق ويحتاج إلى وقت وجهد كبير .
لكن لا ننسى ان هناك الالحاد لمجرد التظاهر بعدم الإيمان ومجرد تقليد لشيء يبدو مختلف عن السائد دون إسناد او معرفة لا نفع منه ولا فرق بينه وبين الإيمان التقليدي الموروث المفروض على صاحبه .
وفي الوقت نفسه هناك ايمان يكون مبنى على البحث وتقصي ودراسة و مقارنة بين ماموجود من معتقدات و غربلتها لتصل إلى أفضلها ، او أكثرها تقبلا للمنطق ,تشبعا بالخير والانسانية والعدل ، او اقلها دموية و انحداراً من الناحية الاخلاقية .
حينها يمكننا أن نسميه ايمان حقيقي او ايمان إنساني او ايمان مدروس نتيجة للبحث والتقصي و المقارنة بين ما موجود في محيطنا .
بطبيعة الحال لكل إنسان قناعات خاصة به يتبناها بحسب شخصيته ومدى فهمه وادراكه وتقبله لما يحيط به من أمور سواء دينية او فكرية او فلسفية او حتى اجتماعية .
لا ننسى ان الإيمان فيه اختلاف بين شخص واخر و الإلحاد أيضا فيه اختلاف بين شخص واخر ، لكل إنسان تفسير خاص بـ إيمانه كما لكل إنسان تفسير خاص بـ الحاده وكذلك هناك اختلاف بين المجاميع المؤمنة تختلف مجموعة عن الأخرى بابعاد إيمانهم عن غيرها من المجاميع .
وحتى الإلحاد هو الآخر يختلف بين مجموعة وغيرها من المجاميع فهناك لا دينين ، ربوبيين ، وغيرهم تختلف كل مجموعة مع الاخريات .
اي المسألة اشبه بالبصمةكل البصمات تتشابه في خصائصها العامة لكن لا توجد بصمتين متطابقتين 100 % بل تختلف كل بصمة عن الأخرى ببعض الجزيئات .
مثلا المؤمنين بوجود إله لكل شخص تفسيره او تصوره الخاص عن الـ ( إله ) الذي يؤمن به قد يتشابه ذاك الـ (إله) في خصائصه العامة بين جميع المؤمنين لكن حتما لا يتطابق تمام التطابق بين اثنين بنسبة الـ 100 % .
وقد يختلف إله مجموعة عن إله مجموعة أخرى في العديد من خصائصه سواء الجزئيات العامة بين مجموعة واخرى او في الجزئيات الخاصة بين أفراد المجموعة الواحدة .
بنهاية الأمر الإيمان او الإلحاد المبني على دراسة … بحث …. أسس و أخلاقيات انسانية نبيلة يكون ذا نفع خاص وعام .
اما الإيمان و الإلحاد الفارغ من القيم والأخلاق الانسانية هو شر وخطر على العام قبل الخاص .