رمزي عقراوي
نادَمْتُ الفراغَ
والبَطالةَ والحِرمانَ
و شَرِبتُ
من كأسِ سُمٍّ دِهاقِ
وقارَعتُ
الظلمَ والظلامَ
والغُبنَ والغدْرَ
من كؤوسِ ترياقِ
ونفسي الشاعِرَةُ
تَحطَّمتْ
باليأسِ والبؤسِ
ومن سوءِ الأخلاقِ !
ما لي أبكي
على المُستضعفين
والمسحوقين
وكلٌّ في تَراقي
وما هو نصيبي من وطني
إذا كان هناك
مَن يحكُمُ بِالنِّفاقِ
كلُّ البلدانِ ناضلتْ
لِتَبني نفسَها
وتصْلُحَ شأنَ شعبِها
إلاّ (عراقي ) !؟
شتّان بيني
وبين أصحابي
في المَيلِ واللونِ
والنفَسِ والمَذاقِ
ليس لي (أصدقاءٌ)
سوى المُخاتلُ والمُنافقُ
وذوي وجوهٍ سُودٍ صِفاقِ
تذوبُ الآهاتُ في أشعاري
من حُزنٍ وغدرٍ
ومن ضِيقِ الخِناقِ
وقصائدي
يصعدُ أنينُها وينزِلُ
هنا وهناك
كأغنيةِ السَّواقي !!
كَم من دموعٍ حرّى
نَزلتْ من عيوني
من القهرِ
ثم تيبَّسَتْ في مآقِي !!!
ولِكَثرةِ بُكائي
طولَ عُمري
من الغُبنِ والإهمالِ والتهميشِ
ضاعتْ
حُرْمة دَمعِيَ المُراقِ !!
أمّا التشاؤمُ
والشكوى والتذمُّرَ
في أشعاري —
بسببِ القيودِ و الإختناقِ ؟!
فقُم أيها الشاعرُالمُخضرَمُ
حامي نفسِكَ وقلبِكَ
يا مُبدِعَ الأدبَ
العِراقي ؟؟؟
يا مَن بِشِعرِكَ
ظنَّ الناسُ
أنَّ الشَّعبَ راقي
وأنَّ الوَطنَ
على وقعِ الفِراقِ ؟!
تلك القصائدُ
كم لَقِيَتْ حَرباً وظُلماً
دون ثمنٍ أو صُداقِ !!!
أوَ بَعدَ كلِّ هذا
يتشدّقونَ
بقُربِ الوطنِ
من التحرُّر و الإنعتاقِ ؟!