صباح كنجي
تداعيات الرعب الإسلامي في كردستان التي انطلقت من زاخو وتحديداً من جامع يديره ويخطب فيه الملا إسماعيل عثمان السندي، امتدت للعديد من المراكز وصالات ومحلات التدليك والحلاقة وبيع الكحول وتوسعت لتشمل المطاعم والممتلكات العائدة لغير المسلمين في شيوز و سميل ودهوك وزاويته و العمادية والسليمانية والحبل على الجرار..
المؤمن الأسلاموي خطيب الجامع قال في تصريح له: انه قصد محل للتدليك يعود لقريب له بالقرب من الجامع .. وانه أي الملا من أصدقاء الحزب الديمقراطي الكردستاني وليس له صلة بالاتحاد الإسلامي – يككرتو..
حسنا أيها المؤمن الأسلاموي يا خطيب وإمام زاخو.. سواء أكنت مقرباً للديمقراطي الكردستاني أم لغيره.. الأمر سواء ولا يغير شيئاً من الموقف والحالة الراهنة الصعبة المتأزمة التي عمت ونشرت الذعر والخوف بين المواطنين في عدد من مدن كردستان..
هل يحق لك أن تحرض الناس لحرق مركز تدليك يعود لقريب لك باسم الدين وتستغل خطبة الجمعة لتأليب الشبيبة والمراهقين لتنفيذ عمل إجرامي؟…
من منحك هذا الحق؟…
كيف تبرر سلوكك في دفع المصلين وتوجيههم لارتكاب عمل شنيع؟..
الم تتعكز على مفاهيمك الدينية وليس علاقتك وصداقتك للديمقراطي الكردستاني في التعبير عن هذا الحق؟..
هل عدت لسياسة وبرنامج الديمقراطي الكردستاني والحكومة؟.. أم لجأت لنصوص الدين لتحديد موقفك الداعي لحرق وتدمير صالة التدليك التي تعترض على وجودها؟..
والأهم.. الأهم هل أن موقفك يتحدد ويقتصر تحديداً على الصالة العائدة لقريبك أم انك تتبنى نفس الموقف من جميع المحلات والمراكز التي حرقت ودمرت بحجة بيع الخمور وممارسة التدليك العائدة لغير المسلمين؟.. وهل تتجرأ أيها الشيخ الإسلامي في الدعوى والإشهار لإعلان رأيك في الإبقاء على بقية المحلات وحمايتها وضمان حياة العاملين فيها؟..
دعني أقولها لك بصراحة.. أنت أوقدت نار الفتنة وهي اشد من القتل.. كما تقول نصوص دينك أيها المؤمن الدجال!! .. الدجل .. دجل الدين يقود للإرهاب شئنا أم أبينا.. وأنت واحد من هؤلاء الدجالين.. حتى لو ادعيت صداقة ملحدٍ يدرك أن الدين أفيون الشعوب.!!
المشكلة.. جوهر المشكلة.. ليست عند هذا المُلا الذي أحرق الأوضاع في كردستان، وحول مدنها إلى فوضى امتدت لتصل السليمانية وجعلت الناس من غير المسلمين والحكومة يدخلون حالة إنذار قصوى من جراء التوتر واحتمالات تفاقمها وامتدادها وتطورها، مع دعوة الإسلاميين وحلفائهم من الذين يعتبرون أنفسهم معارضة في مظاهرة السليمانية لإسقاط الحكومة احتجاجاً على حرق وتدمير مقرات الإتحاد الإسلامي يككرتو الذي يشارك في الحكومة والبرلمان ..
بل في قناعة هذه الأحزاب والحركات الإسلامية.. أن الديمقراطية هي وسيلة للوصول إلى السلطة ليست إلا.. هذه هي غايتهم الوحيدة من المشاركة في الانتخابات والبرلمان .. أنهم يريدون ديمقراطية بلا حرية.. فالعقل الإسلامي في كردستان وغيرها من البلدان لا يستوعب أي شكل من أشكال الحرية.. ويرى في هذه المحلات سواء أكانت للتدليك أم لبيع الكحول أو ممارسة الرياضة وتقديم الفن والثقافة كحق من حقوق المواطنة في أجواء حرة.. خطراً تستوجب مكافحته..
من هنا يعارض الإسلاميون جوهر الحرية.. يمقتون التطور حتى لو جاء على شكل قنينة بيرة، أو لمسة مساج، أو شرفة فندق يطل من عليائها غيرهم ويسعون بجدٍ لأسلمة المجتمع، وفرض القيود على الناس ومنعهم من ممارسة حقوقهم في العمل والبيع والشراء ويقاطعونهم. مستغلين مشاركتهم في البرلمان والحكومة.. أنهم يفهمون هذه المشاركة ويقرون بها بقدر ما تمنحهم من دور ومكسب يجعلهم قادرين على ابتزاز غيرهم.. يصرون على ممارسة ديمقراطية بدائية مشوهة خالية من المحتوى والمضمون .. ديمقراطية بلا حرية..هذا ما يريدون..