اعلام وزارة التربية في سبات عميق
صادق غانم الاسدي
يشغل الاعلام في كل وزارة مكانة كبيرة وله اهداف نبيلة تنسجم مع الظروف والتحديات التي تواجه الحكومة من أجل النهوض بعجلة التطور على ان يهيأ للاعلام رعاية واسعة, وان تخصص له كافة الامكانيات المتاحة من اجل الارتقاء بمهامه على ان تكون الصورة ناصعة البياض لاتخضع للتشكيك والجدل , ولانه يشكل حلقة الوصل السامية بين القاعدة الجماهيرية وركن الوزارة ويتطلب فيه الصدق والجدية والحيادية والمنهجية في رسم سياسة يستطيع من خلالها ان يبرز نشاطات وجهود عمل كل وزارة بمستوى عالي من المسؤولية المناطه به. ومايظهره الاعلام على الواقع والرأي العام يجب ان يكون مؤثرا في سلوك وارشاد الناس بطرق حضارية ويستخدم عند ممارسة عمله كافة الوسائل الحديثة ان وجدت او المتاحة حسب الامكانيات المحدودة على ان تستثمر استثمارا لرفع الكفائة وزيادة نشاطات الوزارات كلا حسب اختصاصه, وما يهمنا هنا هو الاعلام في وزارة التربية وكما نعلم فالاعلام هو وسيلة تنقل فيها الاخبار والنشاطات من مكان الى اخر بصورة شفافية ويتطلب الصدق والجرأة والموضوعية وجهود استثنائية يبذلها العاملون في هذا المجال , الا اعلام وزارة التربية وهم عبارة عن موظفين خاملين ليس لهم نشاط يذكر على الواقع التربوي وينعدم تحركهم وتأثيرهم طيلة فترة السنة , وتشاركهم ايضا القناة التربوية وهي تبث برامج لم تستطيع بها ان تنجح في استقطاب المحور العائلي للمجتمع العراقي ولم يكن لها اي صدأ في اوساط المجتمع وكان المفروض ان تعد لقاءات مع الطالبات والطلبة من جميع المراحل الدراسية والذين حصلوا على معدلات عالية ومن المتفوقين كونها تمثل الجانب التربوي بدلا من اظهار تلك الحالات على القنوات الاخرى , ولايختلف الامر عند اعلام الوزارة وهو يركن في غرف مبردة بعيدا عن ما يدور في اروقة المؤسسات التعليمية على مستوى التعليم الابتدائي والثانوي, قبل فترة اظهرت قناة الحرة والعراقية في الشريط الاخباري عن خبر تأجيل مواعيد امتحانات الدور الثاني للصفوف غير المنتهية الى مابعد العيد فتسبب ارباكا لبعض المدارس ,في حين ان الامر هذا من اختصاص اعلام وزارة التربية ويكون الدور ايضا للقناة التربوية لتبادر اما بتأكيد الخبر او نفيه فلم يحدث ذلك , وما شاهدته قبل فترة ان المتحدثه الرسمية لوزارة التربية سلامة الحسن اعدت لقاءات مع بعض الطالبات وتسألهم عن الدروس الخصوصية وكأن الدروس الخصوصية هي قنبلة موقوته في الواقع التعليمي , مع العلم اني لا اشجع على الدروس الخصوصية ولكن هذه الحالة اصبحت تتفاعل مع أغلب العوائل العراقية بسبب عوامل كثيرة اضرت بالواقع التدريسي العام , فلجأت الكثير من الآسر الى الدروس الخصوصية وفعلا قد ساهمت تلك الظاهرة برفع كفائة مستويات الطلبة وحققوا معدلات عالية أهلتهم الى دخول كليات المجموعة الطبية والكليات الهندسية , في الحقيقة أن اعلام الوزارة لم يقوم بدوره الوطني والشرعي من خلال اصدار ملصقات ونشرات او مجلات توزع على المدارس تبين وتوضح فيها عن الارشادات التربوية المختلفة عن الواقع التعليمي , كما تفتقر جميع المدارس العراقية الى كلمة مركزية في بداية العام الجديد تعد من قبل الاعلام ترحب وتستقبل الطلبة في اليوم الاول من العام الدراسي كونه يشكل ظاهرة وطنية تلفت انتباه جميع الآسرالعراقية , قبل فترة ظهر في الشريط الاخباري لقناة BBC العربية مواعيد بدأ الدوام الرسمي لطلبة جمهورية مصر العربية ويعود ذلك لقوة عمل وتأثير الاعلام , كما لم يهتم العاملين في قسم اعلام وزارة التربية ان يجهزوا المدارس بين فترة واخرى بملصقات جدارية توضح فيها ارشادات صحية وتوعيةعن النظافة والامانة والمحافظة على ممتلكات المدرسة والوسائل التعليمية وعلى الاقل في بداية كل عام مرة واحدة , وكل ما نشاهده في بعض المدارس هي رسوم افعى تبتلع الكتب المدرسية والعلم لتمثل الدروس الخصوصية معلقة في بعض المدارس القريبة من الوزارة فقط ,مناشداتنا الى وزير التربية الرجل الذي استطاع ان يضع الوزارة على بداية السلم الصحيح من خلال بعض التوجيهات والقرارات الصائبة , املنا ان يهتم بالاعلام كونه الذراع الاول في الوزارة ومن خلاله تصل كل التوجيهات ونستطيع من قتل الاشاعة التي تنمي السلوك والظواهر السلبية لدى الطلبة وفي بعض الآسر العراقية واعطاء دورا كافيا للاعلام وان يتجاوز فترة السبات العميقة لاننا نمر بمرحلة حرجة ويتطلب اليقضة والحذر وأن يتحمل المسؤولية الشرعية ويقف بالخندق كما يقف رجال الحشد الشعبي الابطال وهم يرفدوننا بالانتصارات بين الحين والاخر ولا استثني من ذلك ايضا القناة التربوية على أن تنمي برامجها وتزج في التلفزيون التربوي باصحاب الخبرة وتبتعد عن المحسوبية والمنسوبية والاهتمام بالمواهب لدى الطلبة وتاخذ على عاتقها القيام بزيارات ميدانية الى المدارس النائية والابتعاد عن ظاهرة تكرر زيارة المدارس في المركز كونها تظهر الصورة المشرقة للواقع التعليمي .