اصداران جديدان للباحث الكوردستاني جوتيار تمر، عن دار تموز – تيموزي – بدمشق
جوتيار تمر/ كوردستان
29-3-2021
صدر عن دار تموز ” تيموزي” بدمشق كتابين جديدين للباحث الكوردستاني جوتيار تمر صديق:
الاول بعنوان (العلاقات الاسلامية الكوردية في ظل الحكم الاموي – 41-132هـ/ 661-750م- دراسة تحليلة).
الثاني بعنوان (الفتح الاسلامي لكوردستان بين التفسير الديني والمنطق التاريخي)
–(العلاقات الاسلامية الكوردية في ظل الحكم الاموي – 41-132هـ/ 661-750م- دراسة تحليلة).
جزء من مقدمة الكتاب:
تتشكل معالم التاريخ الكوردي خلال العصر الأموي من خلال الضرورات التي أوجبتها النظم الإدارية والسياسية الإسلامية في اخضاع المناطق التي استولت عليها قواتها أثناء حملاتها العسكرية لفتح واحتلال الأمصار والبلدان المتاخمة لدولتها، بمعنى أن المناطق الكوردية التي وقعت تحت سلطة الدولة الإسلامية في العصر الراشدي(11-41هـ/632-661م) ضمن آلية الولايات والأقاليم الإسلامية بقيت في العصر الأموي(41-132هـ/662-750م) ضمن السياقات الإدارية نفسها، مع اضافات واستحداثات في هيكلة النظم وذلك لتوسع الدولة ودخولها لمناطق أبعد مما كانت عليه في العصر السابق، وكذلك اخضاعها لشعوب أخرى حتى أصبحت الدولة أمام حتمية التغيير الإداري وحتى السياسي لكي تستطيع السيطرة على خراج تلك المناطق من جهة، ولكي تقي نفسها من الهجمات المعادية لها من الدول والجماعات المتاخمة لحدودها من جهة أخرى، وفي خضم تلك المتغيرات وجد الكورد أنفسهم طوعاً وقسراً ضمن المسارات التي تفرضها حروب الدولة واصلاحاتها وتقسيماتها الإدارية والسياسية ضمن دوائر جغرافية غير ثابتة، وحدود أساسها جغرافية جباة الضرائب بالدرجة الأساس، فضلاً عن المعطيات الأخرى التي ساهمت بالدرجة الأساس في تعريف الكورد للسلطة وذلك عبر لجوء حركات المعارضة من الخوارج بالدرجة الأولى، ومن ثم الشيعة والحركات الأخرى إلى مناطقهم والاحتماء بجبالهم، ومحاولة الاستفادة من نظرتهم للسلطة التي غالباً ما كانت متعارضة مع تطلعات الدولة، لاسيما وأنها أصبحت وبنظر العديد من الباحثين دولة عربية متفاخرة بعصبيتها وقبليتها.
على ذلك الأساس قسمنا كتابنا حسب الأولويات التي تفرضها الرؤية الزمنية والمترتبات التي جعلت الأمور تؤول ما كانت عليه في العصر الأموي، سواء من حيث كيفية وصولهم للسلطة أو من حيث كيفية تعاملهم مع الواقع وفق المنطق التاريخي آنذاك، فكان لابد من ذكر مختصر مكثف عن أسباب الانقسامات التي حدثت بعد وفاة النبي(ص)، والتي مهدت الطريق في النهاية بوصول بني أمية للسلطة، ومن ثم ذكر نبذة مختصرة عن الدولة الأموية وتأسيسها، مع تحديد الفترة الزمنية لحكمهم وأبرز خلفائهم من حيث ارتباط اسمهم بالكورد أو بالمناطق الكوردية، ومن ثم محاولة تحديد جغرافية الكورد وفق التقسيمات الإدراية والسياسية للدولة أو ما كان يسمى بنظام الولايات – الأقاليم -، فضلاً عن ذكر النقاط التي أمكننا ربط الكورد بالأمويين وذلك عبر روايات قليلة غير مدعومة من غالبية المؤرخين آنذاك، إنما هي أشبه بروايات احادية ذكرت إما عبر تحديد جغرافية منطقة من قبل الجغرافيين والبلدانيين، أو ذكرت عند الوقوف على مناقب أحد الخلفاء واصلاحاته أو اجراءاته العسكرية ضد المخالفين والخارجين عن سلطته.
–(الفتح الاسلامي لكوردستان بين التفسير الديني والمنطق التاريخي)
جزء من مقدمة الكتاب:
جذب موضوع الفتح الإسلامي لكوردستان العديد من الباحثين الكورد وغيرهم من غير الكورد، الذين ألفوا وكتبوا مجموعة من الكتب والدراسات الأكاديمية حول الموضوع، ضمن الإطارين العام للتاريخ الإسلامي والخاص بتاريخ الكورد في العصر الإسلامي، وما يثير التساؤل بين الأوساط الأكاديمية هو الاختلاف الحاصل في النظرة التي اتخذها اصحاب تلك المؤلفات والدراسات حول الاسباب والمقاصد فيما يتعلق بالفتوحات بشكل عام، الأمر الذي جعل من هذا الموضوع شائكاً ومتداخلاً، وبالتالي أدى إلى خلق تباين واختلاف واضح في الآراء حول ماهية الفتوحات، ومن الأسباب التي أدت إلى ظهور ذلك التباين بحسب رأي الباحث، الخلفية الدينية والثقافية والتاريخية لهؤلاء الباحثين، حيث تأثرت آرائهم بها، وجانبوا الولوج في الكثير من التفاصيل التي تعارض خلفياتهم “الدينية والقومية”، مما جعل هناك مؤيدين للفتوحات واعتبروها مصدر هداية للكورد، باعتبار أنها أخرجتهم من تحت الحكم الفارسي الساساني والرومي البيزنطي، الذين وبحسب رأيهم أذاقوا الكورد الويلات ومارسوا ضدهم الاضطهاد والظلم والجور، في حين ذهبت آراء أخرى على أنها- الفتوحات – هي احتلال واضح لكوردستان، مستشهدين لدعم آرائهم ما حدث في تلك المناطق التي فتحت عنوةً وبعد معارك دارت بين الجيش الإسلامي واهالي تلك المناطق وما نتج عنها من قتل وسبي، ومن فرض للجزية والخراج، لاسيما وإن المصادر الأولية تشير بوضوح إلى هروب الجيش الفارسي من تلك المناطق، مما يعني بقاء الأهالي فقط فيها.