عدنان شمخي جابر الجعفري
منذ زمن ليس بالقليل ونحن نسمع عن المبادرة العربية للسلام وكانها مبادرة حقيقية مفعلة يمكن الركون اليها ..فعندما ينطقها الحاكم العربي ينطقها بانفة توحي لشعبه بانها سلاح عربي يمكن استخدامه لمواجهة اي ازمة عربية اسرائيلية, بينما لو بحثنا عن حقيقة هذه المبادرة فلن نجدها اكثر من حائط قد تهشم خجلا من فعال صاحبه ,هذا الحائط صمم خصيصا ليخبئ الحاكم العربي خلفه عند الملمات.
هذه المبادرة (الحائط)لايمكن تسميتها بالمبادرة العربية..فهي مبادرة الحكام العربي لا الشعب العربي,وكذلك هي من اذل المبادرت التي عرفها التاريخ العربي .
فالمبادرات تطلق من الاقوياء او من الوسطاء العدول وهذه المبادرة اطلقت في زمن الضعف العربي مما جعلها اقرب للتوسل والاستسلام منها لمبادرة سلام..وما زاد الطين بلة ان اسرائيل قد تجاهلت هذه المبادرة ولم تتعامل معهما بجدية مما جعلها مبادرة من طرف واحد (كالحب من طرف واحد) لايمكن التهديد بسحبها..فهي بلا قيمة للطرف الاخر ,بل وربما يتمنى الطرف الاخر عدم وجودها اصلا.
وكذلك هي بدون سقف زمني مما يجعلها رخوة وعديمة القيمة..وايضا لاتحتوي على اي خطوات عقابية عند عدم التجاوب معها من قبل الطرف الاخر مما ينفي صفة المبادرة عنها وبالتالي يمكن اعتبارها طلب استسلام بلا حدود زمنية,اي انه طلب موضوع امام اقدام الطرف الاخر يختمه بكعب نعاله متى شاء.
واضافة لكل ما ذكرت اعلاه فان مطلقي هذه المبادرة (طلب الاستسلام) لم يتمكنوا من الحصول على ادنى دعم دولي لهذه المبادرة مما جعلها مبادرة فردية حتى لو كانت عبر الجامعة العربية.
اتمنى ان يدرك حكام العرب مقدار ما سببته هذه المبادرة من تقليل لقمية العرب ,واطلب منهم ان يتخيلوا مقدار السفه في هذه المبادرة التي لاوجود لها الا على السنتهم ولا وزن لها الا من خلال كلماتهم الرنانة ,وان يعلموا انها اصبحت مؤذية لمشاعر المواطن العربي ووسيلة تندر على العرب عند الاخرين.
احتراما للانسان العربي اطلب الجامعة العربية سحب هذه المبادرة مع تثبيت مدة بقائها بدون رد ايجابي كتعبير عن حسن نية العرب في السلام.
واخيرا اقول.. لاقيمة لوطن لا يضع قادته قيمة عالية لتصرفاتهم واقوالهم وافعالهم.