اربع سنوات أخرى من الضياع
اكبر المشاكل التي يعيشها المجتمع الايزيدي منذ سقوط النظام البائد إلى يومنا هذا هو التشتت وعدم الاتفاق على رؤية مستقبلية مشتركة فيما بينهم .
فكل عشيرة او كل رئيس عشيرة له توجه معين في اغلبها تخدم مصالحه الشخصية دون الاكتراث بمصالح أهله وناسه
وكل مجموعة من المثقفين لهم هدف واسطفاف معين مع جهة معينة لتفسح لهم المجال بالتفرد في إدارة شؤون العباد لغرض مكاسبهم الذاتية لا غير .
أضف إلى ذلك التنظيمات والتكتلات والحركات والاحزاب بكل اتجاهاتها التي تحمل اسم الايزيدية لكل منها توجه معين يخالف الآخرين في أغلب الجزئيات وفي الغالب تجدهم في صراع على التفرد بالتمثيل للمجتمع الايزيدي لكنهم في الوقت نفسه يقدمون مصالحهم التنظيمة على مصالح المجتمع الايزيدي .
هذا التشتت هو في داخل المجتمع الايزيدي ، لكن هذا التشتت له مؤثرات خارجية عديدة ، فهناك تدخل كبير من الخارج في كل شاردة و واردة للمجتمع الايزيدي من قبل الاحزاب الكردستانية بكافة مسمياتها وتوجهاتها ، وذلك بكل تأكيد يزيد من تعميق الخلافات الداخلية للمجتمع الايزيدي ،
وبذلك خسر الايزيديون من أن يكون لهم تمثيل حقيقي في الساحة العراقية و الكردستانية ، ولفقدانهم للتمثيل الذي يرتقي لان يكون الحارس والمدافع عن مصالح أهلنا الايزيديين ، أدى إلى فقدانهم لكافة حقوقهم السياسية والقانونية والاقتصادية والإدارية وعلى كافة المستويات .
هذا التشتت لا يخدم المجتمع الايزيدي باي شكل من الأشكال وإنما يخدم الجهات الاخرى الخارجية التي تريد من المجتمع الايزيدي ان يكون تابع لا حولَ ولا قوه له ليفرض عليهم مصلحته فوق مصلحة الايزيديين .
ومما لا شك فية إدارة المجتمع الايزيدي المتمثل بالامير ونوابه والبابا شيخ والمجلس الروحاني هم أيضا ضحية هذا التشتت واصبحوا تابعين لما يفرض على الايزيديين من الخارج .
توجد محاولات بين الحين والاخر من بعض النخب الايزيدية سواء فردية او مجموعات لأحداث تغير في هذه المعادلة وقلبها بما يخدم الايزيديين او على الاقل اخراجهم من تحت المؤثرات الخارجية لكن دون جدوى ، والسبب في ذلك بسيط وهو عدم التعاون فيما بينهم او تضارب مصالحهم ومصالح المجتمع الايزيدي مع مصالح القوى الخارجية التي تعمل على مصادرة حقوق الايزيدين بما يخدم كيانهم و وجودهم واستمراريتهم في التحكم بمقدرات الايزيديين
قبل فترة قلنا ان في قادم الأيام سوف تكون فرصة ثمينة للنخب الايزيدية من أحداث تغيير في خارطة مصالح المجتمع الايزيدي و توجية البوصلة نحو ما يخدم المجتمع الايزيدي للتخلص من وصية القوة الخارجية التي فرضت نفسها على الايزيدين وذلك من خلال الانتخابات التي سوف تجري في القريب العاجل .
وهذه الانتخابات سوف تعتمد اسلوب جديد في طريقة الانتخابات والأصوات والدوائر المتعددة علما بأن الايزيدين مجتمعين في دائرتين انتخابيتين لهم ثقل كبير فيها ، والتي تتيح للمجتمع الايزيدي من كسب خمس مقاعد على الاقل من عدا مقعد الكوتا .
لكن وللأسف يبدوا ان ذلك الامل سوف يتشتت بتشتت النخب الايزيدية وعدم توحدها في خوض الانتخابات والمنافسة على المقاعد المتاحة للإيزيديين . بل ذهب الجميع للقتال على المَقْعَد اليتيم للكوتا وهو المقعد الوحيد و المضمون للايزيديين في انتخابات البرلمان العراقي .
اي على ما يبدوا ضياع اربع سنوات أخرى من عمر المجتمع الايزيدي ، ما يعني دخول القضية الايزيدية في مرحلة الموت السريري ، وانهاء اي امل للنهوض بالواقع المزري للمجتمع الايزيدي واستمرار ضياع الحقوق السياسية والقانونية والاقتصادية والإدارية للايزيديين إلى اجل غير مسمى .
من الصعب جدا بعد هذه الانتخابات وضياع هذه الفرصة من الحصول على كامل حقوقنا والاعتراف بـ الجينوسايد الذي وقع على الايزيدية وضياع الفرصة في تشكيل إدارة ذاتية او محافظة في شنكال وشيخان وباقي مناطق تواجد الايزيديين ، مما يعني ان المجتمع الدولي هو الآخر سوف يهمل القضية الايزيدية التي تعاني من الإهمال اصلا .
كنا نأمل ونمني النفس بأن تكون هناك صحوة واستفاقة ايزيدية تنتج منها فرصة حقيقية لتغير الواقع المرير الذي يعاني منه المجتمع الايزيدي لكن وللأسف يبدوا ان ذلك بعيد المنال …