” اخرج … تستطيع “
يقول ” فولغانغ ايزر ” في جماليات التلقي ؛
” في النص الادبي قطبين ، احدهما يبدعه المؤلف والاخر يدركه القارئ “
لذا تغدو النصوص وسيلتنا لاعادة فهم العالم …
ان فهمنا لعالمنا القائم لاتزال بعيدة كل البعد عن ماهيته ، فكيف بنا ان نفهم ” العالم الاخر ” كما ينبغي ! فنحن نقيم في هذا العالم وفي ذهننا تصور عن
” عالم اخر ” خارج هذه الأرض ، لان مفهوم العالم لايقارن مكانيًا،
وهو لايحمل خصائص مكانية واضحة ومحددة ، فهو إطار اوسع واشمل من الاشياء التي يحويها ، الا ان كل مدرك وكل معلوم من الشيء يشكل عالمه ونظامه الداخلي الخاص الذي يمنح الاشياء المختلفة والمتباعدة وحدة وانسجام …
تفتح لنا القصيدة ممرات عوالم اخرى يكون من الصعب فهمها في البداية ولكن بعد ذلك تاتي البصيرة والاندهاش الخالص، فيصير النص كلامًا محفزا على التخييل والتفكير ، فالعالم ليس كما نراه ،
والحقيقة تتعقد كما في كل مرة بطريقة جديدة ، فالحكمة تتأمل الحقيقة والشعر يتخيلها ليتحرر من ملل الوجود وتكراره …
فهل يحدث ” التحول ” في الفصل الاخير من الحكاية كما يقول الشاعر في القصيدة ؛
( حيث يصبح عبور الموت صنيعًا بيدك “
” خصوصا اذا فهمت عبارة : العالم الاخر ” كما ينبغي … اذ يمكنك ان تخرج إلى هناك … اذ ثمة عالم اخر خلف الباب … مذكور منذ زمن بعيد … فهمه الكل خطئا … )
هل سينتهي المطاف بالكائن البشري ان يتحرر من فطرته وغرائز الجسد فيملك الخيار في ان يهجر جحيم الارض ويرحل الى العالم الاسطوري الاخر ” الذي سماه السومريون ” دلمون ” اي المكان الطاهر المضيء ” أو ” ارض الدعة ” حيث لا خوف ولا ضجر … هل نستطيع العبور الى الشاطئ كاطياف ضوئية تطير وتجوب السماوات السبع التي تسكنها الأرواح الخالدة ؟ … هل سنعبر هذا العالم ونترك الباب الذي يفصل العالمين ؟
ام ان الخلود المقصود هو ما يلازم الجزء الخاص بالخيال في العقل …
” فالانسان ” لن يدرك لحظة موته كما لم يدرك لحظة مولده …
انها لرؤية نوعيه للعالم الاخر تدل على انه قرا العالم قراءة واعية فدخل سراديب البنية الجوهرية لمفهوم ” العقل “
بما يوكد مقولة ان الشاعر ” نبي ” بما يمتلكه من نفاذ بصيرة تستطيع ان تخترق حجب الغيب …