احتجاج برلماني ليوم… حزن شعبي للدوم !
احسان جواد كاظم
رفع مجلس النواب العراقي جلسته ليوم الثلاثاء الاول من آذار الجاري, بعد اقل من نصف ساعة على عقدها !!! احتجاجاً على تردي الوضع الامني وبعد مطالبته بمحاسبة المسؤولين الامنيين وتضامناً مع ضحايا العمليات الارهابية التي حدثت في بغداد – مدينة الثورة / الصدر ومدينة الشعلة وابي غريب وفي ديالى/ المقدادية.
كل هذا يبدو جميلاً جداً ويعبر عن سلوك جنتلماني عالي الاحترام من نواب الشعب لارواح الشهداء وفي مواساة ذويهم, لو اقتصر الامر على الاحتجاج فقط.
لكن رفع جلسة المجلس لم يكن له مبرر, حتى لو كان التأجيل ليوم واحد, لأنه يعبر عن تهرب في اداء الواجبات الدستورية ازاء المواطن, الذي يتوقع منهم تشريع القوانين التي تنظم امور البلاد وتهم شؤونه, اسرع ما يمكن. وكان الاحرى بهم ان ينغمروا في انجاز مسؤولياتهم لا التكاسل منها.
المفارقة الكبرى انهم كانوا على شفا التصويت على مدونة تتعلق بالسلوك البرلماني بخصوص ما يصدر من سلوكيات او تصرفات او مسائل تتعلق بالعرف البرلماني وقضايا الحضور والغياب, لكن الطبع في السلوك البرلماني التقليدي غلب التطبع عند برلمانينا. فأستبقوا التصويت بعطلة قبل الدخول في كنف الالتزام المزعج بالمدونة بعد الاقرار.
ربما كان توقيت رفع الجلسة قد تزامن مع آذان الظهر وقيلولته او بسبب الحالة النفسية التي يعانون منها بسبب اعداد الضحايا الأبرياء او ربما حالة الكآبة التي اورثتها لهم تظاهرات بعض المزعجين من المطالبين بالتغيير في ساحات البلاد العامة وجامعاتها, لكن كل هذه الاسباب لاتبرر التبطل.
ولا اظن دافعهم للتأجيل كان القيام بواجب العزاء لذوي الشهداء, فشبح الهجوم الارهابي على سرادق عزاء المقدادية, لازال يراودهم. ولاسيما بعد ان حمّل ذوو الضحايا الجوقة الحاكمة كلها مسؤولية استشهاد ابنائهم وعبروا عن رفضهم لأستقبال اي موظف حكومي او نائب برلماني في مراسيم عزائهم.
سؤال بريء : ألا يعتبر ما حدث فساد برلماني ؟
” استمتع بيومك ! Caros Diem مؤقتاً, لمن يشمله الأمر, مثل روماني : “