أيسر علي
دوما نسمع عبارة ان العراقيين لا يستفيدوا من التاريخ وعندما ننظر الى هذه العبارة ومدى مصداقياتها فهل نحتاج الى بحث اجتماعي لنثبت صحة العبارة ام نستدل على صحة العبارة باننا لا نتعض من أخطائنا اصلا حتى نتعض من التاريخ ولا نتقبل تشخيص حالتنا تشخيصا صحيحا رغم ان تشخيصها موجود في ذاكرة النسيان لكل مواطن عراقي.
بالتأكيد ان الأزمة بين نائب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بدون تزويق هي أزمة طائفية ان صحت الاعترافات فهي بسبب انتماء المعترفين لطائفة معينة والضحايا للأخرى وان لم تكن صحيحة فهي كونها للنفس الطائفي الذي يحملة جميع المتصارعين والمجتمعين ليلا في منزل المسؤول الفلاني والفلاني.
بالحقيقة لم اتالم من هذا الصراع كون اعلم أنة مسلسل بدا منذ زمن كوكس البريطاني الى ما بعد زمن بريمر الامريكي واللذان استغلوا عدم أمكانيتنا من الاسفادة من التاريخ وعدم قدرتناعلى تشخيص مشاكلنا ,ونحن نعيش الازمة الاخيرة وانا راجع الى البيت بعد يوم من التعب الطويل في العمل اخبرني ابني الذي هو في الاول الابتدائي ان معلمة الدين الحنيف سألته كيف تصلي امك ، فسألته ليش سالتك فقال كون يريدون يعلمونا الصلاة علما انه في مدرسة أهلية غير دينية لرفضي الشديد دخوله اي مدرسة تحمل طابعا دينيا حتى لو كانت لابناء العراق الأصلين واقصد المسيحين .
ويبدو ان مشروعي باء بالفشل هو ان ابعد ابني عن صراع تاريخي متخلف متحجر يعيش العراقيون يوميا ماسية ويعشقون العيش فيه حيث يتيتم الاطفال وتترمل النساء من اجل مقدس غير مقدس مجرد لكتاب زوروا التاريخ وصوروا حقائق مطلقة ورموز لو عايشناهم لحاربناهم .
قبل حوالي سنتين عن طرق الصدفة وجدت كتاب التربية الطائفية للصف الاول الابتدائي عند ابن احد الأصدقاء ومن هوايتي تقليب اي كتاب يقع بين يدي فاستغربت مما رايت ووجدت يعلمونهم كيف يتوضأ ويصلي الشيعي وكيف يتوضأ ويصلي السني وفي لحظتها اصبحت في حالة هستيرية وكتبت مقالة عنوانها لاتدرسوا أبناؤكم كتاب التربية الاسلامية والحمد لله بعد فترة تم استبدال هذا المنهج بمنهج بديل( وهنا لا اريد ان اصف نفسي بالبطل كما فعل ابطال التاريخ ويفعل سيايسو اليوم حيث هناك مجموعة غير قليلة كتبت في نفس الموضوع).
بالتأكيد ان المعلمة تعلم بالأزمات اليومية من صراع طائفي مقيت ومن قتل وتهجير وبالتاكيد تعلم بالازمة بين نائب رئيس الجمهورية والحكومة و بالتاكيد سالت نفسها ككل مواطن عراقي لماذا لا يستقر العراق الجواب عندي سيدتي كون تحملين سموما تريدين نقلها لجيل جديد دون ان تدركي ان ما تحمليه سموما تجعل هؤلاء الاطفال يتقاتلون مستقبلا كما تقاتل ويتقاتل العراقيون في حروب باردة وساخنة منذ تسعون عاما.