إليها ومن غيرها تروق لي
——————————–
سيّدتي الغائبةُ تطاردُني
تطارحُني السقام
تلامسني الذهول
في صحوتي ، في منامي
في شرودي ، في يقظتي
في حِلِّي وترحالي
في جلجلتي وهدْأتي
ماأنتِ أيتها الغانيةُ الساحرة !!
عاشرتُ أجمل النساء
أكثرهنّ سحْراً
لم أعهدهنَّ دافِئات كحرارتك
ذقْتُ أطايبَ الخمور جديدها وعتيقها
لم تكن مُسْكرةً كشفاهكِ
شممتُ النسائمَ ؛ بحرَها وبرَّها
لم تكنْ توسعُ صدري كأنفاسِكِ
عركتْني المنافي ، بعيدُها وقريبُها
قذفتْني السجونُ في عنابرِها
ضيّقتني بزنزاناتِها الانفرادية
لم تكن مريرةً كفراقِك
غمّاً لك أيها الشوق
أهكذا تمرّغُني في أوحالِكَ ؟؟!
عمْياً لكِ أيتها المآقي الدامعة
تذرفين الدموع الغالية العصيّة
بكْماً لك أيها الشِّعر الصادح
أهكذا تفضحُني أمام الملأ !!؟
سحقاً لكِ أيتها الفحولةُ التي تتملكني
أهكذا كبّلتك الغائبةُ بشرائطِ شَعْرِها الشفيفة ؟!
وتسرّبَ مخملُها في ثنايا هيبتك !
ماأشقاكِ أيتها اللهفةُ وأنتِ تدهسين قلبي
وتحيليهِ ركاماً منثوراً
شُلّتْ يداك أيها الغياب
سُمِلتْ عيونُك أيها النوى
خبلتْ بصيرُتك أيها الشوق
ليتني أقبرُك وأْدَاً
وأهدر حياتَكَ بدمٍ بارد
بيْدَ أني رعِشُ اليد
أنتفضُ خوفاً منك
ولا أطأُ الأرضَ إلاّ خفافاً
خشية أن ْتسمعَني وتزجرني
لكنَّ عزمي سيجيشُ
وأنحرُكَ يوما ما
وأصرُّ على نحْرِك
ومع ذلك لاأندمُ أبَداً