هناء رشاد
يُعّرف شكسبير الحب الصادق فيقول:
الحب الصادق ليس مشاعر وأحاسيس فقط، بل أخلاقاً وقيماً عظيمة. فماذا لو استبدلنا كل عبارات البغض بأخرى تمس رقائق القلب.. تفتح خزائنه.. تُبهج ساحاته، تلوح برايات بيضاء، تصدح بكلمة الحب.
نُلقيها حين يدهسنا الحزن.
وحين يقتلنا الحنين.
وحين نفقد الأعزاء نلقيها حمداً على الابتلاء وشكراً للخالق أنه اصطفانا لهذا الترقى.
نلقيها فى وجه الأعداء فيشهروا فى وجوهنا بدلاً من بنادقهم محبتهم، وفى وجه الأحبة ليستمر نبع الحب رائقاً والود موصولاً
.
نلقيها رحمة وعطفا وإشفاقا لمن يشاركوننا البيت والقلب والحياة،
نلقيها فى روع الخائف ليأتنس بنا وفى ضمير الحاقد ليقلع عن عاداته ويجتمع معنا تحت لواء المحبة.
نلقيها فى قلوب أبنائنا فيؤمنوا به وبنا ويفتحوا نافذة من أمل وترقب على المستقبل بقلب هادر وروح وثبة ترفع شعار الحب.
وحين ننام نلقيها فى وجه الحُلم لتسكنه الورود وتحفه الخضرة وتمر عبره الجداول، فننام فى حضن الأمنيات ونصحو على الصفاء والسكينة والبِشر.
ماذا لو تريضنا فى روضات المشاعر، نقطف ثمارها، نعرف مفرداتها، نتغنى للحب وبالحب، فالحب أجمل من الورد وهو بهجة الحياة. نقذفه فى وجه الشمس فيرتد إلينا شعاعات كثيرة من الدفء والنور والدهشة، حتى إن غابت الشمس لتقابل حبيبها فى العالم الساحر، فالغيمات هنا تلد عشقاً ومطراً، وخيراً.
لماذا نخجل من إعلان الحب على الملأ؟ لماذا نخجل من إعلان أسماء الدلال وصفات الجمال ونداءات الشوق..
لماذا؟!
الغيظ يتميز فى الصدور.. بَرِده بالحب.
اللون الأبيض يكاد يختفى من لوحة الحياة.. أَعِده بارزاً بالحب.
السماء ماعادت تمتلئ سحابات بيضاء وطيور نورس مُغردة، أطلق صوت الحب تعود.
فلنبدأ بالحب الآن ولا ننتهى قريباً.
لكن نسيت أن أقول لك أمراً جد مهم.. إن من شروط الحب أن ترتقى لدرجة إنسان!