أيقونة للزهوِ يا شنكال :
لسنجار الوجع الكامن في الصدور والضمائر في الذكرى السادسة للفاجعة :
مِن تحتِ أكوامِ الجماجمِ أينعتْ
وكأنـّـها أســـطورةٌ وخيـــالُ
مِن هالةِ الوجَعِ الدفين تسلّلتْ
وتدافعتْ من نزفـها الأوصالُ
ما كانَ جُرحُـكِ للجباهِ علامةً
سيري فدربكِ للصروحِ مثـالُ
تبقيـنَ في حدَق الزمانِ أبيةً
أيقونـــةً للزَهْـــوِ يا شِــنكالُ
والموتُ قد خبِر الأنوفَ لأنّها
فاقت على تلك الرؤى الأحمالُ
راحتْ تلمّ على المواجع غصّة
من هولِ آهـاتِ القلوب تُكـالُ
أضحتْ تؤسس للعلّو مواكبا
وتربـّعتْ يسعى لـها الأبطـالُ
ما انتابها هلع الجناة بفعلهـم
حين احتفتْ في جيدها الأغلالُ
حتّى السماءُ من التذمّر كابدتْ
وتألّمـتْ في حزنـها الأهــوالُ
قد تحتفي بالويلِ بعضُ مداركٍ
هيهات تمرضَ أو تموتَ جبـالُ
قسَما بذاكَ الطوقِ حولَ رقابنا
لا لنْ نحيدَ وفي الشهيق ظِلالُ
قسَما بطاؤوس الملاكِ نقولها
لا لـنْ يــمرّ الغــولُ والأنـذالُ
قد تكتفي مُقَلُ الصغارِ بقطرةٍ
لـو مسّها مثـلُ السَراب زَلال ُ
أو ترتضي ولَهَ النَجاةِ ضفيرةٌ
إنْ عافـَها الأشـرارُ والأرذالُ
رفـقا فناعــمةُ الخدودِ توسّدتْ
والنومُ في كرَبِ الصخورِ مُحالُ
طارتْ فراشات الأحبّـة هاهنا
هيّا اهتفـوا وتجمّعوا وتعـالوا
وتوسّمتْ بالفجر بعضُ نوارسٍ
حين ارتمتْ حولَ الضلوع نِصالُ
وسبّيةٌ ماذا يضـيركَ لـو أتـتْ
وصراخُـها في العاليـات يزالُ
مِن بَعدِ ما كانتْ تصـولُ بعـفةٍ
يدنو من الشفَق الصَبوح دلالُ
عادتْ تهيمُ على المدامع حرقة
في حكْـمِ مَن بلغَ النفيرَ تُحالُ
هـيَ أيـةٌ للطهْـرِ بنـْتُ فضيلةٍ
يحـلو لـها الإكبـارُ والإجــلالُ
حتّى الضمائرُ والنفوسُ تقزّمتْ
ما عـادَ يسكنُ بالسماءِ هـلالُ
مَن قالَها فالشرعُ يصبحُ حجّة
بالكرهِ تنبضُ بالواهنات تقالُ
مَن يـدّعي رتَب الأسنّة هاهنا
تـلكَ الوعـودُ وللحقيـقةِ فـالُ
شـتّانَ بين الحقّ حيـنَ تكيـلهُ
والظُـلمُ حيــنَ تنـالُه وضَـلالُ
مهما دعتكَ إلى الهروب مذلةٌ
لا يحتويكَ على اليَمـينِ شمال ُ
قـلْ للخطــوبِ إذا تكاملَ نايـُها
للصـدقِ في دفَق القلوبِ مَقالُ
دعْـها فاركانُ الفجيـعةِ لم تعــدْ
والصبح في عين المنار سِجالُ
دعـها فشـنكال الأبيـة لم تـمتْ
للحيـن تُضربُ نحـوَها الأمثـالُ
وغدا تهـلّ على المرابع رايـة
اذْ يعتـلي قمــمَ الإبــاءِ رجالُ
وغدا ستورقُ للسموِّ عصيـةً
إيقـونــةً للفخـــرِ يا شــــنكالُ