سامي العامري
دعيه يكتب شيئاً الليلةَ
فإذا تحبين التلصص عليه من ثقب الباب
فسيتلصّصُ عليك من ثقب الإبرة !
ــــــــ
تعايش السلام والحرب في زجاجة كولا
داخلَ سرداب فترةً طويلة
حتى جاء من يشتري الزجاجة وقد أخذه الظمأ
وحين فتحها وجد الحربَ معافاةً والسلامَ هزيلاً
فأغلق الزجاجة ورماها في البحر
فتسلمها على الساحل الآخر عاشقٌ ففتحها
فوجد العكس : الحرب هزيلة والسلام بصحة ورشاقة
فأعادها من حيث أتت
فعثر عليها مَن رماها أول مرة
فتبسمَ وقال : الحرية أول سُبُل السلام
حتى لو كنتَ تنظر لها من خلال زجاجة !
ــــــــ
قلبي معهدٌ لإعداد الفراشات
يَهمُّ بتوزيع أوراق الشذا على مقاعد الأزهار
ــــــــ
حلَّ الصباح
والسهاد مازال يدور حولي
كالقمر حول الأرض
غير أن الأرض تغفو خَدَراً بضوء القمر
أما أنا فما بين الإغفاءة
وبيني عجائب الدنيا السبع !
ــــــــ
أمسك الألم بيد
وفي اليد الأخرى
أصبعي على الزناد
بلى حياتي حربٌ ضد الألم
وبما أنني أكثر رقة من أن أقتل
لهذا فهو قد يُجرَح
ولكنه يعود لي في كل مرة معافى !
ـــــــــ
اليوم حلّّ عام جديد ،
اليوم مضى من عمري عام آخر
فأفكر :
سيزورني موتي ذات سرير أو رصيف
وسيحمل لي بشرى إطلاق حريتي السجينة
والسجن أنا لم أختره
فهو أساساً يسكنني
وفي الموت أحقق حريتين
واحدةً من نفسي
والثانية من واقعي ،
واقعي وهو شجرة وارفة
تتساقط أوراقها في أوج الربيع
تضامناً مع خريف من أحاسيس الناس
وهو خريفٌ أبديٌّ
لهذا لا أحبُّ الأبدية
وأسعى للفناء !
برلين