سعد الحجي
الليلةَ ، في مطلعِ حزيرانَ ، يفاجئكَ البردُ
..وتبسمُ منتشيا
.
هذي الليلةَ يختلسُ شتاءٌ ملتفعٌ بالثلجِ إليكَ النظرَ
ويرسلُ نحوكَ نسماتٍ لاسعةً
-مثل صديقٍ-
!ينتابُكَ منه الهمزَ مداعبةً
.
هذي الليلة ، وأنتَ المتغيّر دوماً ،
تستمعُ إلى أغنيةً
يزعمُ منشدُها أنه لن يتغيّرَ أبداً
ويخاطبُ طيفاً لامرأةٍ غامضةٍ
(لا تعرفُ إن كانت شقراءَ بلونِ الثلجِ المرسلِ نحوكَ همزتَه
أو كانت سوداءَ كمثل عروسِ المتنبي ،
تأتلقُ على أذنيها والجيدِ قلائدُ من ضوءِ القمرِ
ولا تدري إن كانت مثل نُوارَ عروساً يندبُها السيابُ بعرس القريةِ ..
لا تدري .. لا تدري)
ويقول المنشدُ أنه لن يتغيرَ أبداً
وسيبقى المجنونَ قليلاً
يكتبُ لامرأةٍ غامضةٍ أشعاراً
“تبدأ بــــــــــ”أحبكِ
“وتُختتمُ بـــــــــــ”حبكِ
و.. لم أتغيرْ
سأسيرُ كما دأبي في الدربِ الماطرِ
فهناكَ يفارقني حذري
…وهناك وتحت المطر فلن يُكتشفَ بكائي
.
ويحكَ يا منشدُ
هذي الليلةَ كيف أتيتَ بأغنيةٍ
جعلتني -وأنا المتغيّرُ أبداً-
!لا أتغيّر
أغنيةٌ أم موقدُ دفءٍ
يُذهبُ همزاتِ البردِ
!ويعيدُ لليلِ حزيرانَ ملاءتَه الجمرية
http://www.youtube.com/watch?v=pKkzsoD8wm0
Julio Iglesias — Je n ai pas changé