أنا .. رجل ٌ بابليّ
سعدي عبد الكريم
أنا .. رجل ٌ بابلي ٌ
آت ٍ من قدم ِ التاريخ ِ
من تكوير الحرف ِ
من أزمنة ِ النخل ِ
ومن أزمنة ِ المُقّل ِ
آت ٍ من رحم ِ ( آنو ) أله الكون ِ
و ( ني نورتا ) اله الحرب ِ
و ( عشتار ) آلهة الحب ِ ِ
والهة الخصب ِ !
.. والثور ُ السماوي ٌ
بأمر ٍ من ( أنليل َ ) اله َ الريح ِ
يحلق ُ بي صوب َ المديات ِ
النائبات ِ !…
لأرى الأشلاء َ
تتناثر ُعلى إسفلت ِ الشارع ِ
في المدن ِ
والأزقة ِ …
والحارات ِ …
والحضارات َ تُحطمها
معاول الخارجين
على معادلة ِ الحب ِ
وعلى معتقدات ِ ديانات الله ِ
وكل نواميس الأرض ِ
اللّعنة ُ على عقول ٍ
لا تميز ُ بين الأصنام ِ
والحضارة ِ !…
لأنها مطارق ٌ همجية ٌ
بربرية ٌ !….
في حضرة ِ الحجارة ِ
تحطم ُ الحضارة ِ !
……
وأنا في صومعتي
استحضر ُ الجمل َ ِ الشعريّة ِ
من ( ني دابا ) ربة ُ الحرف ِ البابلية
واكتب ُ شعرا ً لعيون ِ بابل
ومآقي بغداد
وقباب ِ كربلاء
ونخل ِ البصرة
وجبال ِ دهوك
ومحاجر ِ نينوى
وعيون ِ الثكالى الباكيات ِ
على ضحايا الحروب ِ
آه ٍ .. أيتها المِحن ْ
ما أجمل َ الشهادة ِ
على تراب ِ الوطن ْ !
من ( انكي ) سيد الأرض
وإله الحكمة !
الذي علمني كيف أحب ُ الأرض َ
وأنا بفطرتي التي جُبلت ُ عليها
اعشق تراب الأرض ِ
وعبق الأرض ِ
يا الله …
كم اعشق ُ ترابك َ
يا عراق !…
……..
أنا ( دموزي ) إله الخير والإخصاب
حين اغضب ُ
ارتقي الى العالم العلويّ
لأحرق َ بناري كل َ العقول ِ الخاوية ِ
وأعداء َ الحب ِ
الذين حطموا بمعاولهم وجه الحضارة ِ
ووجه الجمال ِ
ستشرق ُ الشمس َ عما قريب ٍ
ويطلع ُ من رحم ِ الأرض ِ سباعا ً
تسحق ُ آفات َ الأرض ِ
وديدان َ الأرض ِ
ترميهم في حاويات ِ القمامة ِ
ومجاهل َ التاريخ ِ
كم كان الليل ُ طويلا ً
وكم كان الحلم ُ مفزعا ً
أنهم لا يميزون بين إحياء
وموتى !…
لكن الفجر آت ٍ
آت ٍ لا محالة َ
لان السلالات ِ القديمة ِ
والحضارات ِ القديمة ِ
يبزغ ُ فجرها
من تراب ِ الأرض ِ
وشمس َ الأرض ِ
ونحن بفطرتنا الكونية ِ
نعشق ُ تراب الأرض ِ
وشمس الأرض ِ
يا الله …
كم نعشق ترابك َ
يا عراق !…