أنا الناطقُ الرّسمي للفقراء …!!!
لأوّلِ مرّة أتّخذُ قراراً دون تردُّدْ
أن أكونَ الناطق الرسمي للفقراء
وصديق الجياع والأبرياء
العالقين بين الأنقاض
عازمٌ أنا من غير تأجيل
إعادة طفولة الأبجدية
قبل أن يشيخ الكلام
لن يُزعجني أحد بعد اليوم
سأتجوّلُ في الأمكنة الممنوعة
وأفتحُ نوافذي المُغلقة
لتعود لي هيبتي الأُولى
سأتّكيءُ على جذع روحي
لأُضمّدَ أثقال الألم
أذهبُ بعيداً لأظفرَ بالحرية
أُسعفُ بقايا مملكة الوجع
وأضعُ اللمسات الأخيرة
لدفن الحقد والشر في الظلام
وقتل المُتخمين بالرُّعونة والكُفر
سأشطبُ خيباتي وأستحمُ بإشراقاتي
سأجمعُ ما ضاع منّي وأبحثُ عنّي
في دفاتر اليتامى وبقايا الأجداد
آنَ للشموس السوداء أن تَهرم
آنَ الوقتُ للأزهار أن تتفتّحَ
وللطيور المُهاجرة أن تعود
لستُ بحاجة إلى الذين ينفخون في الهواء
هذا ماقالتهُ لي فراشات الأمل
قبل غروب الشمس
لقد زال السمُّ الذي كان في عُروقي
قرّرتُ أن أخرجَ من عُزلتي وتقهقُري
دون أن تُمزّقني الرّغبة كالسابق
وتقتلني الرصاصات الشّرسة
سأطوفُ كل الأزقّة والساحات العامة
لأسمع أصوات النواقيس
وأتنفّسَ رحيق الحياة
دون أن يتمرّدَ التُرابُ عليَّ !