اجتمعت أصابع الكف الواحدة ذات ليلة أمام مسرح والدتهم راحة اليد للاحتفال بمرور ملايين السنين على ُأخوَتِهم…
بادر الإبهام بالحديث فوقف منتصباً مزهواً وقال
.. شيعي المولد أنا… ربي الله وحده لا شريك له
أحياناً يسمونني إبهام… وأخرى ( علي ) ولا فرق عندي…
ثم اعتلت المنصة بعده الشامخة السبابة…. فقالت
سنية أنا…ربي الله وحده لا شريك له…ورمزي التوحيد…
أسمتني أمي… سبابة…ويناديني أخوتي ( حفصة ) ولا فرق عندي…
وتباهت بقامتها أختهم فارعة الطول… الوسطى..وقالت..وهي تبتسم..
مسيحية نصرانية أنا… في الجنسية أسمي الوسطى..
ويناديني أهلي ( هيلين ) ولا فرق عندي…
وأعتلى بعدها البنصر الرقيق المسرح وقال…
صابئي أنا… ربي الله وحده لا شريك له…وقدسيتي مائي..
أسماني أخي الأكبر بنصراً … ويناديني أبي العراق..( زكي ).. ولا فرق عندي…
وأخيرا تساعدت الأصابع لرفع أصغرهم الخنصر..فأبتسم لأخوته وقال…
يزيدي أنا …ربي الله وحده لا شريك له…
أسمتني جدتي خنصراً…ويسميني أهل الحي ( عدي )…ولا فرق عندي
وبعد أن نزل الجميع…تنحنحت أمهم راحة اليد…
وحملتهم جميعا…ليقبلوا يد والدهم المتعب…
وحين وضع الإبهام بصمته على يد العراق..استيقظ الوالد من غفوته ..ودعك عينيه ليتبين القادم ..فأقترب أبنه وهمس بأذنه.. أنا عراقي.. أبنك البكر…
ثم التفت صوب مدللته السبابة …فقالت أنا عراقية أبنتك الكبرى..
وأمسكت يد أختها الوسطى.. وبصوت واحد..أجابتا
نحن أبنتاك …نحن عراقيتاك..
وصرخ بعدهما أخر العنقود الخنصر ومعه أخاه البنصر
نحن العراق أبتاه..
وحين ألتف بعضهم حول بعض…أدمعت عين أمهم راحة اليد وباتت تحضنهم سعيدة مرتاحة..
*وتصبحون على خير أخوتي الأصابع أولاد العراق.. ودمتم بخير وهناء..
أن كنت أحد الأسماء أو أحد الأصابع… يكفيني شرفاً… أن أمي راحة اليد وأبي العراق…. ولا فرق عندي..
أحد الأصابع….زينب محمد رضا الخفاجي