أنا الذي لا يقول لكِ ماذا تفعلين،
أو لا تفعلين
أنا هذا الواحدُ الذي يحدّقُ بكِ طويلاً،
ثم يترككِ ناسياً ويمشي
أنا الآخرُ الذي لا تراه العيون
غالباً تدوسين ظلّه دون انتباهة منكِ
الغائبُ في الزمنِ والمكان والمقاعد
أنا اللامرئيُّ الزجاجيُّ
المطلُّ على عتمةِ من لا يعرفوني
أنا
قلبكِ المجروح،
يدكِ الباردة،
دمعتكِ الساكنة،
وصمتكِ الذي تحوّل إلى فراشة،
ثم إلى رماد.
أنا الرمادُ الذي نفخ بُعدكِ فيه
فطار، أو تلاشى وصار نسيّاً منسيّاً
أنا النسيانُ الذي مرّ على كل عاشقٍ
وصار أغان شائعة عن البُعدِ
أنا البعدُ يا أيها الملاكُ القريب من عرشِ الغيب
البعيدُ عن عينيّ الصابرتين
المُعلقتين في أثر الانتظار
أنا
لستُ انتظاراً،
أنا الكلماتُ والأشياءُ والاسماءُ المُبهمةُ
أنا هذا الواحدُ الذي حدّقَ بكِ طويلاً،
ثم ناسياً راح يمشي.
ميثم عبدالجبار