خاطرة:
أنا/أنت عوالم مفتوحة
تساءلتُ: لم أتأملك هكذا؟ أشعر بأني لا أقترب أبدا، مسافات شاسعة يخاتلها وهم مبهم بالدنو، وأنت هناك أو هنا تفعل مثلي، لا أقدم لك وردة ابتسامتي، أمارس أو نمارس حياة عادية تتناقض مع الحياة نفسها، أن تكون حيا معناه ألا تكون كومة من المشكلات الغُلف تمضي إلى نهايتها بلا استكشاف أو انعطافات تقطف المعنى وتجتث السعادة من اللاسعادة نفسها. لم لا أستطيع أن أثور على نظرتي إليك كروتين أبله؟ لم لا أصنع إرادة تفتك بالتوقعات المملة المكرورة؟ لدي دائما قلب لأستنهضه، ربما يشهق مشرقا كشمس جديدة لا ترضى أن تَستهلك هِمَّتَها العادة. سأتأملك كما أنت، كعالم، ليس كشيء للاستهلاك أو محاولة الامتلاك، ككيان مفتوح ليستقبلني من روح معانقتي له بصدق فراشة وبصيرة حكيم. أتوق إلى نظرة مفعمة بالأسئلة تناوش المتعذر بالاعتراف واستيعاب المختلف، أن أرسم بعيني لك سماء مطلقة لا تخشى المجهول، لأنها تستكشفه بالحب وقد وعت حقيقة الحب لئلا تسقط في فخ بلادة الجواب مجددا، غباء الاحتواء مرة أخرى. أنت هكذا، تقدم لي نفسك كما تشاء وليس كما أشتهي، تحضر منتظرا رغبتي في القفز على جشعي واستبدال المرض بشفاء الإنسان. ليس عليك أن تفعل ما لا تريده لكي تأتيني في حلة الدمية. حريتك ليست سجنا لي. هل ستحدق بي كعصفور لا يهاب المخاطرة؟ هل تقدر أن تُمَرِّن بدورك حاستك الغريبة لكي تعثر عليّ كعالم يليق بك، نبصر معا إمكانية أن ننْعَتِق من الحدود والتنبؤات الجاهزة. دعنا نتأمل بعضنا بشوق لا يضجر، وإن شعرنا بالملل، ذرنا نستوعب مللنا ونستمتع به، أعلم أني حالم متعال جدا، لكن هذه الأحلام ما كانت لتنبثق لولا الإمكانية، حتى تلك الآمال التي يستحيل أن تخرج إلى الوجود ليست محض سراب، هي مثلنا عوالم تحتاج إلى أن نخرق قواعدنا باستمرار حتى لا نموقعها في باحة ازدراء الخيال، نقتل احتمالات الحياة ونحن ننتج سجون الإدراك الساذج. الحرية هي دائما أن نمد أرواحنا صوب المجهول بجرأة ومحبة وحكمة، أن نصافح بعضنا بحاسة قتل المستحيل..