عقيل الموسوي
أم الحمام خاطبت أفراخها لا تخرجوا قالت لهم في عشّها قالت لهم لاتخرجوا
فضحكوا من قولها ولم يبالوا بالخطر وخرجوا من عشّهم ولم يبالوا بالخطر
لكن أتاهم ثعلبٌ فأكل الحمائما رأى المكان خالياً فأكل الحمائما
قد هلكوا لأنهم يعصون أمر أمّهم هذا جزاء كلّ مَنْ يعصون أمر أمهم
لازلتُ أحفظ هذه ـ المحفوظة ـ عن ظهر قلب مذ أعجبتني كلماتها ولحنها ومعانيها حين أخذناها في الصف الثالث الأبتدائي .. تلك المحفوظة التي سنضطر على ما يبدو الى طباعتها بأحرفٍ بارزةٍ لتذكير السادة زعماء وبعض أعضاء القائمة العراقية بها من الذين درسوها ضمن المنهج الذي درسناه نحن … أو أعادتها مع الأسهاب في شرح معانيها للذين تغيرت عليهم المناهج أو لم يدرسوا سوى المنهاج الثقافي المركزي ليتبينوا أنهم بخروجهم من العش تمرداً وعصياناً أنما يخرجون لملاقاة حتوفهم السياسية ولن تكون مصائرهم أفضل من مصير أفراخ الحمامة الذين صاروا صيدا ثميناً لثعلبٍ ماكرٍ ولكن ليس بأكثر مكرٍ من ال سعود او ال موزه
نعم , فهذا رئيس قائمتهم الذي اصبح حاله حال الزائدة الدودية في جسم الأنسان والتي دلَّ عليها اسمها خير دليل , فهي زائدة ليس لها وظيفة ولا يحتاجها الجسم على الأطلاق , أي أنّ وجودها كعدمه , ولكن ألتهابها يكون من موجبات بترها مراعاة لبقاء الجسم بكامله سليماً معافى , وكذا أصبح الرفيق أبو حمزة ملتهباً ورب الكعبة ولا راحة للبلد الّا بأستئصاله سياسياً , وليس هناك دليل على ألتهابه أكثر من الحمّى التي أصابته قُبَيل وأثناء أنعقاد مؤتمر القمّة ومطالبته باضافة اغنية علّاوي ياعلّاوي ضمن جدول أعمال المؤتمر حين سمع أنّ فيهم بن حلي ظناً منه أنه سعدي الحلّي !! وهاهو الآن خارج العش يهدد بعدم العودة أنْ لم يُستبدل المالكي بشخصٍ آخر , ليتبيّن لنا فيما بعد أنه وجلٌ من قطةٍ مفخخةٍ لم نعرف أذا ما كان هو الذي سيطاردها أم أنها هي التي ستطارده !! ؟؟
أما السيد الهاشمي فلا أخاله في تنقلاته بين قطر والسعودية وتركيا بأفضل حالٍ من ذلك الفلّاح الذي ما فتئ يفتخر ويتفاخر بأن له ثلاثة أبناء هم ذخره وذخيرته في هذه الدنيا وسنده لصروف الايام وشدّة الخطوب وملاذه أنْ صرف دهرٍ نابا , الّا أنه ذات يوم وحين عاد من حقله متعبا بعد أن نال منه العطش ما نال ولم تسعفه قدماه في الوصول الى زير الماء المنصوب في زاوية الدار البعيدة رمى نفسه متهالكا تحت ظل شجرة التوت التي تظلل الزاوية القريبة من باب الدار ( الكوسر ) ونادى ابنه الاكبر لينجده بما يطفئ به لظى ما اصابه من عطش , الّا ان تململ ذلك الأبن وعدم استجابته جعلاه ينادي ابنه الثاني بنفس النداء .. فما كان جواب الثاني بأفضل من فعل الاول حين بادره القول بأن زير الماء ليس بالبعيد عنه وبأمكانه ان يعبّ منه ما يشاء , هنا ادرك الابن الثالث وهو الاصغر انه سيكون المقصود من النداء هذه المرة لذا بادر اباه بضربةٍ أستباقيةٍ قائلا : ( يابه ذوله ولدك سرسريه .. دگوم اشرب وناوشني وياك طاسة ماي ) !! أجل , فلو أمتلك السيد الهاشمي الحد الأدنى من الحصافة لأدرك أن خطاب الأتراك ـ بعد عودته بخفّي حُنين من مهلكة آل سعود ودعارة قطر ـ لم يكن أفضل من مقولة الأبن الأصغر حين قالوا أنهم أستقبلوا الهاشمي بصفته مواطنا تركياً ثم عادوا ليقولوا أنها زيارة علاجية وفي كل الحالات فأنه لن يُستقبل من قِبَل القادة الأتراك !! ناهيك عن مطالبتهم الحكومة العراقية في ذات الوقت بالكشف عن مصير أربعة وعشرين مواطنا تركيا تم اعتقالهم في كربلاء , وهي أشارة واضحة على أستعدادهم لمقايضتهم بالسيد ” النائب ” , أمّا هدف التصعيد الأعلامي الذي لجأت اليه الحكومة التركية فهو لأجل الحصول على المزيد من المكاسب وليس لضمان سلامة مكوّن بعينه كما يتوهم البعض
لم يبقَ الّا أن نحذّر من خروج ( فرخٍ ) اخر من أفراخ الحمامة العراقية رغم الأعلان عن هدف ذلك الخروج وهو العلاج في لندن والأستجمام في تركيا وربّما العودة بكلابٍ بوليسيةٍ وأخرى أرهابية مطلوبة للعدالة