ألخلاف على مصطلح الأدب النسوي
رائد الهاشمي
خاص بمعارج الفكر
ظهر مصطلح الأدب النسوي منذ فترة قريبة وانقسم المثقفون والمثقفات كثيراً حول مصطلح الأدب النسوي بين مؤيد ومعارض وأنا شخصياً من المعارضين لهذا المصطلح لأني أرى أن الأدب لايجوز حصره وتصنيفه بالذكورية أو الأنوثية ولكن نستطيع إطلاق هذه التسمية على النصوص الأدبية بمختلف أنواعها عندما تكون مرتبطة بطرح قضايا المرأة والدفاع عن حقوقها وحريتها ونصرتها في جميع مجالات الحياة لأنها نصف المجتمع سواء كان كاتب هذا النصّ رجلاً أم إمرأة.
الأدب بكل ألوانه هو ترجمة وإفصاح عن مشاعر الإنسان الداخلية ومواقفه في كل مايحيطه وهنا لافرق بين رجل وإمرأة إلا بمستوى الإبداع وبدرجة النجاح في توصيل هذه المشاعر الانسانية والمواقف الى المتلقي.
إنّ هيمنة الرجل وخاصة العربي على الحركة الأدبية عبر مئات السنوات كان بسبب ذكورية المجتمع العربي وللنظرة المتخلفة للمرأة والتي حددت إبداعاتها على نطاقات ضيقة, ولكن لاأحد يستطيع الانتقاص من إبداعات المرأة في جميع مجالات الأدب فهي أثبتت وجودها وبصمتها الواضحة في كل ألوان الأدب وكافحت لإثبات الذات ونجحت في نيل استحقاقها في جميع مفاصل المجتمع وسط تقاليد بالية ومتخلفة حاولت وبكل الوسائل أن تبقيها قابعة بين جدران البيت مانعة إياها من الولوج الى مجالات الحياة المختلفة, فاليوم نرى المرأة العربية برزت في جميع المجالات التي كانت حكراً على الرجل وأبدعت فيها وتفوقت في الكثير منها على الرجل بفضل إيمانها بقضيتها ودأبها على السعي للوصول الى أهدافها رغم قساوة السبل لذلك , ومن المجالات التي أبدعت فيها المرأة هو المجال الأدبي بكل ألوانه فسطعت أسماء لامعة في الشعر والنثر وكتابة الرواية والقصة القصيرة وفي جميع أنواع الأدب الأخرى ونقشت هذه الأسماء في سلم المجد الأدبي ونالت احترام وتقدير القاصي والداني, وكذلك في المجال الصحفي والإعلامي برزت كوادر انثوية رائعة صالت وجالت في ميادين السلطة الرابعة وبنت أمجادها الرائعة ونالت إحترام الجميع.
لايسعني في هذه السطور القليلة إلا أن أحيي المرأة الشريكة في المجتمع والحياة فهي الأم التي تعدّ أساس الحياة والعطاء والحنان وهي الأخت الغالية الحنونة وهي الزوجة والحبيبة التي تقاسمنا معها أعباء الحياة وأفراحها وأحزانها وهي الإبنة وفلذة الكبد المعطاء بلاحدود وهي الزميلة والصديقة وهي نصف المجتمع الأروع الذي يمنحنا الحنان والحب والعطاء والانسانية فتحية وتقدير واحترام للمرأة وتحية لإبداعاتها في كل الميادين واللعنة على كل من يعمل ولو بكلمة على سلب حقوق المرأة ويحاول وأد إبداعها .