حسن حاتم المذكور
1 ــ الأرض تحك جلد سيادتها, اورام غريبة المنشأ تلدغها في كرامة أهلها, ألم ينزف أوجاعها وجزمات عسكرية تسحق مقدس ترابها, او ربما هناك من يستقطع اطرافها, داخلها يتنازع حول احشائها في داخلها, وربما رئيس مجلس وزرائها, دق مسمار في ضلعها, ليعلق عليه معطف المادة (140), بعد ان اكمل صفقة بيع (سنجار) في وطن كل شيء فيه مستباح, هكذا إستغاثت الأرض, وهكذا مطرت السماء دموع الله, انه الرب ينفد صبره فيعيد كتابة التاريخ العراقي, لتقرأه لأجيال الفتية, زغردت الأمهات والجدات العراقيات, ثم قلن للأولاد والأحفاد, اقرأوا وأضيفوا معجزتكم لتاريخ اجدادكم, فكان الأول من تشرين / 2019, المعجزة التي دقت ابواب الجوار, قفوا عند حدودكم, واحترموا العراق وانتظروا, قد نعطيكم اكثر مما تسرقون, وندفع لكم اكثر مما تستحقون, فنحن شعب كريم اذا ما صدّقناكم, سارعوا وانسحبوا من ارضنا ودمائنا ورغيف خبز اطفالنا, واسحبوا تاريخكم من ذاكرتنا, فالأول من تشرين ثورة ارض.
2 ـــ ايقضني حلمي وسار بي, على طريق يفضي الى وطن, لي فيه قطعة تكفي ان يكون لي فيها قبر, فأحس مرة اخرى, بنكهة الأنتماء الى فرح القرى, والأمتلاء بصوت امي, وهي تغني تاريخ القهر “اطحن بگايه الروح ــ موش اطحن شعير” تعبيء كفيّ بالحناء, فأغفوا و “النوم ما بيه عافيه ــ للما تغطه بريحة امه” فأصحو على عيد وعيدية, فيسبح عطشي في زلال ــ كوزــ امي, فيأخذ الفرح الشحيح روحي, الى احضان نجمات السلف, وهن ينشدن في حضن الثنية “سچة حبيبي ذهب من دوس رجليه” انه ولادة الحب الذي لا يموت, مقمشاً بعطر الربيع الأول وذاكرة, مغموسة بالتمرد والحنين.
3 ــ لماذا انا مخضب بدموعي, وحليب امي يدافع عني, في منطقة متنازع عليها, بين دولة وعشيرة, لا اعرف فيها هوية موتي, ذبحاً وحرقاً او اغتيالاً وقنصاً, على قبلة المذاهب والأعراق, حداثي رباني الطقوس, يحسدني عليه المرحوم جدي, قبل اعوام هاجرني فرحي الشحيح, لم يجد فيَّ ما ينفعه كما أخبرني, وانقطع عني ظلي “لم تعد تشبهني” قال وانصرف, عند الحدود التي تفصل بين غربتي ووطن كان لي, نقطة عبور تحرسها مراسيم جمهورية زيتونية الطلة, ورزمة افتاء لسماحات من مواليد 09 / نيسان 2003, يبحثون في حقائب العابرين عن حب مهرب, لم يجدوا في حقائبي ما ينفعهم, فأمروني ان افتح قلي, لا شيء فيه قلت, سوى صورة امي وعنوان ذاكرتي, وخارطة قديمة لوطني, لأي وطن تنتسب قالوا, وطن المكون الشيعي, او وطن المكون السني, او وطن المكون الكردي, وبين مكون وآخر اراض متنازع عليها, ضغطت على قلبي داخل خوفي, اراد ان يصرخ ــ عراق ــ.
4 ــ لي عنوان قديم, مسحت حروفه الحروب والحصارات, وابقت نقاطه في الذاكرة, وابخرة من بقايا الجنوب, ونخلة يتيمة فقدت ظلها, في صولات مليشيات تحاور بعضها بالذخيرة الحية, اسير وظلي يلوذ بي, يخشى الطلقة الطائشة, موتي لا يثق بحذري, والسماحات تصدر اوامرها الهجومية, سألت احدهم: نقاط عنواني تكفي للأستدلال الى قريتي؟؟, حصة من اصبحت قريتك؟؟ سأل , انها في الجنوب ــ اجبت ــ في الجنوب الشوارع تقاتل الشوارع, والمذهب يغتال نفسه ــ قال ــ ثم اطلق القذيفة بأتجاه القذيفة, الجرائم توحدهم والقاتل ملثم بالقانون, الشهداء يجمعهم الغياب, وثأرهم يحاصر الملثمين في ساحات الأنتفاضة, هناك في دائرة الوعي, جيل جديد يتشكل وقديم يتآكل, على ارض تحك جلد سيادتها وكرامة اهلها, لتنهض فيسقط قراد المذاهب والأعراق, وتسقط معها العقائد وشرائع الأحتيال, ثورة مثقفة على ارض مثقفة, وطنية وانسانية سلميتها, كلفت ثوارها الألاف من الشهداء والجرحى والمغيبين, ولم يلحقوا الأذى حتى بقاتلهم, انها ثورة القيم لمن “يريدون وطن” وحتمية الأنتصارات في شهد الثورات.