رعد زامل
أقفاص
1
لا صنو
يقاسمك وحشة الطريق
في هذه الغابة
لا طير
يدعوك الى الأُفق
لا نبع
يكشف لك زيف السراب
ولا كليم
لك في العزلة على هذا الجبل
لقد اختلطت
على بوصلتي الجهات
وما زلت
أحملك أيتها النفس
كما لو انني
أحمل صقرا
ينزف بين وردتين
في قفص !
2
غدا ..
تحت شجرة
اللغة ذاتها
سأنتظرك يا حبيبتي
ورغم كل أغصان البلاغة
سأستقبلك بلسان مشلول
وأودعك بنظرة خرساء
فأنا بعد
قرون من الصمت
وسنوات من القضبان
قد تحررت يا حبيبتي
ولكن كما يتحرر الطير
الذي شاخت أغانيه
فخرج ناسيا
حنجرته في القفص .
3
تحت مياه روحي
السحيقة والمنكسرة الآمال
أمكث هناك
تحت سطح الشعر
أتنفس الهواء المذاب
بدمع الجنوب
وحينما يجن الليل
أعود
مثلما يعود عصفور
بذاكرته
المسلوبة الأشجار
ولا يسعني في العودة اليك
الا ان أسميك بيتي
أيها القفص .
جمر الكلام
1
يا من
قلت للأشجار
كوني مظلة خضراء للعابرين
وقلت للنجم
كن بوصلة في
ذاكرة المبحرين
أنت يا من قلت
للصمت
كن في الفتنة
تلاً يعصم المتوارين
لماذا عند الهجير
تركتني
تأكل الشمس من رأسي
بينما أقدامي
على جمر الكلام ؟
2
أنا القطرة
التي انحدرت من رحم الغيم
وأصلاب المطر
أشهد
أن الماء في طريقه الى الاهوار
قد تعثر
وأن الروح ترتعش
هناك
مثل قصبة
لم يعد بوسع الماء
أن يبعث على شفتها
الضحكة الخضراء
كما لم يترك الجفاف
في حنجرتها
متسعا للكلام .
3
بالأمس
يوم انفرط كحبات العقد
من حولي الشعراء
قلت لي :
أن الشعراء
يموتون
وقلت لك : بل أنهم الى
ما وراء الحقيقة يهاجرون
هئنذا
أدون غيابهم
شاعر في البئر
ينتظر قافلة الخلاص
وشاعر
على موج التيه
ينتظر شراع الخلاص
ولأنني سيء الحظ – كما تعلمين –
فلم يقدر علي
أن أهاجر
أو أن أنفرط
أو أغيب حتى
ولكنني على كرسي الانتظار
مصلوب في مقهى حسن عجمي
أحتسي الشاي بالخيبة
والنعناع
بعدما صغيرا
قدر علي
أن أدخن تبغ الكلام .