أعضُّ على ندمي
———————–
هي جريئةٌ كحربٍ
وأنا حذرٌ كهدنةٍ
مضطربٌ أنا كقصيدةٍ مسروقةٍ
مزهرةٌ هي كأولِ الحبِ
تقويمُ المطرِ في عينيها
يغيُّرُ خارطةَ الفصولِ
وأنا كضبابٍ فوضويٍ يباغتُ
الوديانَ بأحاجي الغموضِ..
الشرفاتُ المطلةُ
على ابتسامتِها..
يجنُ فيها الحبقُ
والياسمينُ يمدُّ يدَهُ
ليسلمَ على المارة..
الأماكنُ التي لاتتكحلُ
بِمِرْوَدِ صباحاتها
يصلبُها الرمدُ على
جدارِ العتمةِ..
غزلَتْ قمصانَ المسرةِ
لأحزاني العاريةِ..
ودسّتْ في جيبي
لام التعريفِ..
فكنتْ لها منارةً نكرةً
وبوصلةً خرفةً فقدتْ رشادها..
حينَ غادرتني لم يفتشوا
في المحطاتِ حقائبَ خيبتها..
من يومِها ومسيراتُ الفطامِ
تجوبُ الشوارعَ وتؤرقُ
سكينةَ المدنِ النائمةِ..
كلُ رسلي عادوا بخفي الخذلان..
فهي امرأةٌ لاتؤمنُ بالوحي
ولايضللُ عطشها سراب التوبةِ..
لدغها حبي من جحرٍ مرتين
وسجَّلَ دمعُها القضيةَ ضدَ مجهول..
داعبتْ أسئلتها الحرون
ولاطفتْ أرقاً طويلِ القامة
أطفأتْ هواجسها..
حطمتْ نصباً تذكارياً
لقبلتنا الأولى..
وأغلقتْ شباكاً يطلُّ على قلبي
ثمَّ نامتْ ملءَ يأسِها
ولم أنمْ…..
أرتبُ الأرائكَ لأعذارها
ترتبُ الحزنَ في أصيص المواويلِ
وتُحَنِّطُ وعودي الخُدَّجِ في حاضناتِ التأجيلِ….
وأنا الذي يكرهُ المواعيدَ المسبقةَ
وينحرُ الأضاحي على مذبحِ الصدفةِ..
لا أحدَ يرتبُ فوضى الحرائقِ
في غاباتِ دمي
فأعضُّ على ندمي..
لن يقفَ قلبي مكتوفَ النبضِ
ِ إن جاءتْ الدربُ بها
وترجَّلَتْ من نسيانِها..
أتهيَّبُ المرورَ على بائعِ الوقتِ..
له في ذمتي دينٌ كبيرٌ
ساعاتٌ وساعاتٌ أنفقتَها
لأقنعُها أنَّ قلبي معاها
وهي تراجعُ السلطاتِ
للأبلاغِ عن قلبٍ ضائعٍ
ساعاتٌ وساعاتٌ بددتها
وأنا أشرحُ للمخبرينَ والمارةِ
أني لستُ شحاذا ًولاقاطعَ طريق..
أنا هنا من دهرٍ فقط لأنتظرها..
أصابعي لم تعدْ كافيةً
فها أنا أعضُّ على ندمي.
———-
سليمان أحمد العوجي