فاتن الجابري
(لدينا من غير الاسوياء نفسيا وجسديا جيل )
رغم مرور عدة شهور على حادثة التفجير الارهابي الذي حدث بالقرب من مدرسة الطفل أسلام خضر في الصف الاول الابتدائي لكنه لازال يعاني أثارا نفسية وصحية ويرفض الذهاب الى المدرسة أو اللعب مع الاطفال يتشبث بوالدته ولا يفارقها كما أنه يخاف من الاصوات العالية ويرتعد حتى لو رن جرس الباب أو الهاتف ،فضلا عن فقدانه لشهيته وتبوله اللاأرادي .
مراسل لاحدى القنوات الفضائية الاجنبية رصد ووثق صورة لثلاثة أطفال وقد تجمدت اطرافهم وسكنت ملامحهم واصفرت وجوههم رغم مرور ساعات على الانفجار ، يتقرفصون بزاوية الصف ولا يغادروها من هول الرعب ،والمؤلم أن هذه الصور تتكرر ويتزايد ضحاياها من الاطفال .
الدكتور رافد الخزاعي اختصاص بالطب الباطني والامراض السارية في مستشفى اليرموك يتحدث عن تأثيرات العنف والارهاب على الطفل قائلا :ــ
أن تأثيرات العنف والارهاب على المجتمع بصورة عامة والاطفال بصورة خاصة هو تاثير على التربية وزرع الخوف والرهاب ممايؤثر على المسيرة التربوية والتعليمية وعلى الاطفال كما لاحظنا زيادة مضطردة في نسبة مرض السكري والتوحد حيث بلغت نسبة الاصابة بمرض السكري 14في المائة بين الاطفال واعراض مابعد الصدمة وعدم وجود مراكز بحثية لدراسة التأثير بصورة فعالة ومما زاد الطين بله هو التضخيم الاعلامي لحوادث العنف والعمليات الارهابية مماسبب اضطراب في التفكير ونزع الثقة بالاخرين مما ولد جيل من عدم الاسوياء من الناحية الصحية والنفسية .
ماذا عن الاطفال الذين يعيشون تجربة العنف في المدارس سيما ان كثير من العمليات الارهابية استهدفت مدارس الاطفال ؟
ــ في المدارس العنف من ناحية المعلم والمجتمع وهناك الصدمة في منطقة الحدث وتكون شديدة على الطفل وعائلته ويبقى يعيش حالة رهاب مابعد الصدمة والتي تؤثر سلبا على نموه الفكري والجسدي والصدمة عن بعد لما يشاهده الاطفال من حوادث عنف على شاشات التلفاز الذي يعتبر المربي الثالث بعد البيت والمدرسة لابل هو الان المربي الاول .
وهل هناك متابعة وعاية نفسية للاطفال من ضحايا العنف ؟
ــ مثل هؤلاء الاطفال يحتاجون الى رعاية نفسية وهي ليست موجودة في مدارسنا
و ان الخلل في العملية التربوية هي افتقادنا الى الباحث الاجتماعي او المشرف الاجتماعي رغم وجود اكثر من سبعة عشر كلية تخرج مئات الباحثين الاجتماعيين لان وظيفة الباحث الاجتماعي هي مراقبة سير العملية التربوية وميول الطلبة ومشاكلهم واعراض الاصابات مابعد الصدمة وايجاد سبل توافقية في العملية التربوية من خلال تبسيط التواصل بين المعلم والطالب والاسرةومن خلال التشجيع على الانشطة الجماعية من الالعاب والفعاليات الادبية من مسرح وشعر،على وزارة التربية ايجاد درجات وظيفية للباحث الاجتماعي لانه السبيل الاول لاعادة بناء المجتمع من ركام الحروب والارهاب والجريمة المنظمةوأرجع ارتفاع هذه النسبة إلى الآثار النفسية للاضطراب الأمني العنيف الذي ما فتئ مستمراً في العراق منذ فترة، والذي يتضمن أفعالاً عنيفة لها آثار نفسية ثقيلة، مثل التفجيرات الإرهابية والاشتباكات المفاجئة بين مسلحي الشوارع، وعمليات القصف المباغت، إضافة الى القتال بين الأحياء والخطف المتبادل على الهوية وغيرها. وهذا العنف يضرب التوازن النفسي والصحي للاطفال والحوامل والاجنة في بطونهن
فاتن الجابري- جريدة المواطن