أسحار الملاح
*
أَلْبَدْرُ تَغْسِلُ وَجْهَهُ الْمِعْطالا
شَمْسٌ تَجَلَّتْ في لَماكَ جَمالا
*
وَاللّحْظُ يُحْرِقُ جَفْنَهُ وَهْجُ الْطُلى
في جُبِّ ذِقْنِكَ كابَدَ الْأَهْوالا
*
وَتُشِعُّ أَمْواجُ اللُّجينِ النَّورَ مِنْ
ذا الْخَدِّ أَمْ ذا الْقُرْطِ ما يَتَلالا
*
وَالرُّوحُ في سُحُبِ الشِّفاهِ تَرَقْرَقَتْ
وَهْيَ الَّتي كانَتْ تَرومُ نَوالا
*
أَتُراكَ تَتْرُكُها لِعَصْفِ الدَّهْرِ أَمْ
أَنْتَ الَّذي يَحْبو الْجَمالَ جَلالا
*
في نَرْجِسِ الْعَينَينِ سِحْرٌ ضارَني
وَالنَّأْيُ عَنْ عَينَيكَ صارَ مُحالا
*
يا ناصِحي باِلنُّسْكِ رِفْقاً بِالْجَوى
في الْحُسْنِ أَضْحى النّاسِكونَ ثُمالا
*
فَإِذا أَعَرْتَ اللّيلَ حَبّاتِ النَّدى
لَتَنَفَّسَ الصُّبْحُ الْمُعَنّى خالا
*
وَالنّائِمونَ تَضَمَّخَتْ أَنْفاسُهُمْ
وَالْمِسْكُ ضاعَ عَلى الْوُجوهِ فَسالا
*
وَمَعَ الصَّبا أرْسِلْ إِلَيَّ بِباقَةٍ
مِنْ وَرْدِ خَدِّكَ تُنْعِشُ الْآمالا
*
دَعْني إِلى بُسْتانِ زَهْرِكَ أَعْتَني
عَلِّي أُشَمُّ عَبيرَكَ الْمُخْتالا
*
يا ساقِيَ الرَّوضِ الْمُنيفِ أَ جازَ لِيْ
أُنْبيكَ عَنْ خَمْرِ الْكُؤوسِ سُؤالا
*
بِخُمورِها كُلُّ الْكُؤوسِ تَرَجْرَجَتْ
لكِنَّ في كَأْسي الْهَواءَ أَجالا
*
وَتَرَكْتَ قَلْبي في الصَّحاري ظامِئاً
وَنَكَأْتَ في رَوعِ الْفَتى الْبَلْبالا
*
هذا الطَّريقُ أ يُوسُفٌ بِتُرابِهِ
سالَتْ كُلومُ السّالِكينَ عِلالا
*
هَلْ قَدَّتِ الْعُطْبولُ رِدْنَ قَميصِهِ
أَمْ قَدَّتِ الْوَلْهى نُهىً وَجِبالا
*
لَمّا رَأَى ضُعْفي وَقِلَّةَ حِيلَتي
زَمَّ الشِّفاهَ وَحَدَّدَ الْأَنْصالا
*
لِلهِ مِنْ رامٍ أَصابَ مُرادَهُ
فَأَحالَ أسْحارَ الْمِلاحِ زَوالا
*
هَلّا يَذوبُ عَقيقُ ثَغْرِكَ سُكَّراً
كَي لا تُرِينا الْأَدْهُرُ الْآجالا
*
يا مَنْ بِساطُ هَواك أَبْعَدَهُ الضَّنى
دَعْهُ يَرى في هِمَّتي الْإِقْبالا
*
لَكَ سَيِّدي هذي الْعِبادُ تَلَهَّفَتْ
مِنْها الْجِباهُ تَعَفَّرَتْ إِجْلالا
*
دَعْني أُقَبِّلُ خالَ كَعْبَتِكَ الَّتي
قَدْ قَبَّلَتْ فيها النُّجومُ هِلالا
*
يا مالِكَ الْأَكْوانِ قَوِّ عَزيمَتي
وَاجْعَلْ فَنائي في هَواكَ وِصالا
٠
ضمد كاظم الوسمي
شاعر العراق