أمل جمال النيلي
بدأت يوم جديد مملوء بالأحزان .. بحثت عن أضيق ملابس وأرتديتها .. ووضعت مساحيق التحميل لأول مرة زائدة عن الحد .. لأكتب أول صفحة في رحلتي .. رحلة لا أعرف كيف ستنتهي .
تمنيت ألقاه كي أبدأ في خطتي .. ولكن لأسف قابلته بعدما انتهيت من جلست العلاج الكيميائي .. كنت متعبة لا تقدر أقدامي علي حملي .
بمجرد رؤيته ارتدت الروح لجسدي الهزيل .. أحتاجه بشدة .. أحتاج حنانه وعطفه كي ينساني ما أعانيه .. لكن لن أدعه يعرف .. أنا لست مريضه .. أنا في قمة السعادة .
أهلا ً كرم .. أخبارك ؟.
أية .. أين كنت ؟.. لم تخبريني بأنك ستخرج .
لم أتوقع رؤيتك .
أين كنت ؟.
عند عمتي .
بهذه الملابس والألوان التي تلطخ وجهك .. أنتي مثل المهرج .
قررت رؤية العالم من منظور جديد .. كفاني رجعية .
رجعية .. من قال أنك رجعية .. كنت أجمل في السابق .
كرم .. هذا ليس وقته .. نتحدث فيما بعد .. لم أنتهي من التسوق .. إلي اللقاء .
تركته وقلبي معه .. أتلهف للرجوع والاعتذار عما حدث .. لكني أفضل أن يتذكرني بهذه الصورة علي أن يراني هيكلا ً لا يعرف سوي كلمة آه .
هرولت لمنزلنا لعلي أتخال عن آلامي .. أزالت هذه الألوان كي أتعرف علي نفسي .. احتضنت السرير لعله ينساني الألم .
أصبحت مصدر حزن للجميع .. كلما رآني أبي بكي .. وأخي يفر من البيت كي لا يسمعني أبكي .. وأمي تسهر بجانبي كل ليلة لعلي أحتاجها .
وهكذا استمرت التمثلية السخيفة .. الخروج بدون إذن والألوان والملابس .
…………………………………….
وفي يوم حضر فجأة .. كنت أتعذب بشدة .. فوجدت أمي توقظيني .
ـ أية .. كرم بالخارج .
ـ ماذا ؟.. هل أخبرته أنني هنا .
ـ حبيبتي الساعة الحادية عشر مساءا ً .. لم أستطع قول سوي أنك نائمة .
ـ حسنا ً سأخرج له حالا ً .
هل شعرت باحتياجي لك فجاءت .. لكني لا أقدر علي التمسك بك .. سامحني .
غيرت ملابسي ولم أنسي المساحيق .. فلو خرجت له هكذا لعرف علي الفور أني مريضة .. لكني لن أجعله يعرف سري .
ـ أهلا ً كرم .. أخبارك .
ـ أهلا ً أية .. أمازالت ِ تتذكري اسمي .. أسبوعين ولا أسمع شيء عنكي .. وكلما حضرت لا أجدتك .. ولا حتى تجيبي علي هاتفك .. فكرتك نسيتني أن لكي حبيبي وخطيب .
ـ كنت مشغولة بعض الشيء.
ـ مشغولة لدرجة لا تجيب علي هاتفك .
ـ آسفة كرم .. أخبارك أنت ؟.
ـ الحمد لله ..اشتاقت لك .. وأنت ِ ألم تشتاقي لي .
ـ بلي اشتاقت لك .
ـ لم أكن أنوي المجيء .. ولكن قلبي لم يقدر علي بعادك .. هو من جاء بي إليكِ .
ـ وما سبب بعادك عني ؟.
ـ أفعالك .. تركتك كل هذه المدة كي تكفي عن أفعالك هذه .
ـ أي أفعال ؟! .
ـ آلا تري نفسك لم تعدي تتنازلي عنهم .
ـ عن أي شيء تتحدث ؟!.
ـ ملابسك الضيقة .. المساحيق .. أين أية التي خفق قلبي بحبها .. أنت ِ من حاربتي معي عائلتك وعائلتي كي نرتبط ببعضنا البعض .. أنت ِ .
أنت ِ لم تحزيني يوما ً .. والآن لا أري منك سوي الإهانة و الإهمال .. لم تعدي حبيبتي التي سهرت الليالي أحدثها علي وجه القمر .. لم تعدي سوي قناع لفتاة لم أعرفها قط و لا أريد معرفتها .
ـ أية هذه قد ماتت .. ذهبت بلا رجعة .. أما أية الآن تريد الخروج والسهر .. تريد امتلاك كل ملذات الحياة .
ـ أية ماذا بكي ؟.. لما تغيرت ِ ؟.
ـ أريد أن أحي بسعادة وأنت بجانبي .
ـ أنت ِ هكذا تحي .. فما هو الموت إذا ً ؟.
ـ الموت .. الموت هو الراحة من تحكمات الجميع .
ـ أية سأترك لكي فرصة كي ترجعي كالسابق .
ـ وإن لم أرجع ماذا سيحدث ؟.
ـ سأتركك إذا ً .
ـ لما كل هذا أترك عالمك وانضم إلي .. استمتع بجمال الحياة وألوانها المبهجة .
ـ شكرا ً .. لم أصدق أن مرآة الحب عمياء .. لم أري وجهك هذا .. آسف علي كل لحظة أحببتك فيها .
*************
انتظروا الأحداث القادمة