رحيمة بلقاس
في عيون الغيم الكثيف
المتدلي بهطول النزيف
نتنفس بصيص الزجاج
وهشيم المرايا تَنْصَبُّ بالأزيز
المتفجّر في رحيب الرّيح الكسيح
حملتني هبوب زيفٍ ترتدي قناعا
توارت خلف الذكاء
في عصر تأثث بالغباء
إلى غابات ترتج بأدغال اليباب
لا ثوب يستر عورات النور
سوى سخط أضواء متضائلة
أثقلتها أمطار العذاب
المتسلقة لجدران الصواب
لتتغطرس سياط متعثرة
بعفونة الشتات
كصفير الازعاج
النادف من صفارات الانذار
كما قناطر الاحتراق
المترامية في فوضى السراب
انبعثت أجساد اللهيب والضباب
تطارد الأحلام في فجاج الروح
أينعت الأشجار الفرعاء
بفواكه الخطايا
تغسل وجه بابل بالرزايا
وتعيد لصحيفة حمورابي
أشواك الذاكرة
فيشتد الصهيل بالعمى
وتتنامى الحشرجات باللهاث
إلى التقهقر صعودا
في كهوف الأفاعي تترصد
باللعنات النائمة في حضن الكراسي
وتعتعات تقض قميص نومهم
لتنطفئ المصابيح الخضراء
وتسطع الحمراء
تدق طبول الأحداق
وتطرد الكرى من سرير الأحلام
فتخفق مصر بالصرير المهيب
والعراق تلتحف وشاح التيه الغضيب
وهنا….
وهناك…
فوضى الصمت والغياب
وقدس تنتظر في طابور الرماد
لتتطهر من جنابة الأنين ونزف الوتين
اضطربت الأمنيات
في كؤوسٍ دهّاقة بالجراح
وهذا الرمل الرديء
المتعفّن بلحم الضحايا
ودمع الثكالى
المخضل بدم الفرسان
ونوح السبايا
نضجت الغيوم السوداء
لتشتعل زيت الأرواح
في حانات الهوس
المتشرنق بالألوان القاتمة
فتطفح الأقداح
وتلثم شفاه الكبرياء
لتندلق اللحظات التائهة
في عطر الدجى
فمتى تستعيد قدرتها
وتلم ما تبقى؟؟
ومتى نصلب نباح الظلمة ؟؟
ونرفل في ضوء النعمة؟؟
صدقا …
عدلا…
كرامة…
ويعود ذاك الانسان…
ا
ن
س
ا
ن