أخذتُ من أبي دمعته
فعيناه لامعتان كلّما ذَكر أسلافه
أو مرّوا على خاطره.
أخذتُ منه قلبه الذي بدا كالإسفنجة
وهو يتلقى أحزان العالم نهاراً
ثم يمسكُ -جاداً- بطرفيّ قلبه
ليعصره ليلاً مثل قميص.
أخذتُ ذهوله أمام الحكايات
وحزنه
ومشقّة أيامه
والحبّ الذي ضيعناه معاً.
أخذتُ ابتسامته
تلك العالقة في كفيّ الصغيرتين
في شفتيّ
في قلبي الذي
أخذه ذاك الرجل
لمّا أدار وجهه وغاب.
ميثم عبدالجبار