صنع احمد سعداوي مخلوقا خرافيا من أشلاء الضحايا في بغداد أسماه “الشسمه”بعد ان أعيته الحيلة في إيجاد منفذٍ خرافي للتسمية الصريحة ..هذا البطل الخرافي مارس مهمة القصاص من القتلة ورغم قدراته الخارقة التي كان يتمتع بها الاّ انه كان يفر من المواجهة الصريحة الصادحة بالقصاص وعاش متخفيا بقوة الحق ملتحفا ظلمته وكتمانه ومهارة العدو السريع والقفز بين الأسطح بينما كان القتلة والمجرمون والسفاحون يظهرون ببطلانهم جهارا نهارا يتحدون قيم الأرض والسماء …
الزمان يعيد نفسه هنا بسرعة خرافية والدليل ان أحداث 2006-2007 أعادت انتاج حفلة القتل المريع بنفس العناوين ..
رواية فرانكشتاين في بغداد للروائي العراقي الفذ أحمد سعداوي أوصلت رسائل مهمة تحت عنوان “ماكل ما يعرف يُقال “فانتبذت من التسميات ركناً قصيا لكنها وعدت الضحايا وصلاً سماويا بخيط رفيع من العدالة الإلهية …
بنظرية الإنعكاس الشرطي يصبح التكرار مدعاة لمزيد من الابهام …يعرف الكثيرون مواطن الجروح ، لكن لا أحد يستطيع المجازفة بوضع الإبهام لقطع نزيفها …من جديد تستمر دوامة “الشسمه ” الكل يعرف ولايستطيع المجاهرة بما يعرف أو تسمية الأشياء بمسمياتها ..
نخشى من يوم تتطاحن فيه “اللا أدرية ” المموهة لتلقي بنا في غيابات الفقد الكلي للذاكرة الجمعية فيحل علينا غضب الإعياء فلا ينطلق لنا لسان ولا يصدق بنا حال فيقوم بنا” باقل ” خطيبا وهو أعيى أهل زمانه..
“الشسمه “عنوان الحقيقة في كل مسمياتنا حتى يأذن الله بمنقذ جديد يعيد الهيبة للأسماء والسطوع للمسميات والوضوح للأفكار ورواية جديدة وراوٍ جديد يصدع بما يشعر بعيدا عن فنتازيا الخدع البصرية للفضائيات و “طكت والما طكت”…