أحتاجُكَ : (قصيدة نثر)
أحتاجُكَ ..كي أرسلـَني إليك!
لو….أنـَّكَ سَبـَّـقـْتَ مجيءَ قصيدتِكَ
أو..دخلتَ عَيـْنـَيَّ خِلـْسَة ً
لو أنكَ
أتيتَ حلماً أمياً
أو وَلـَجْتَ خلايا المجرَّة َالعجوز
إذن ..لاختصَرتَ المسافـَة
ولازدادت ..أعشاشُ الكناري
ولازدادَتْ مساحاتُ قلبيَ المتوتـِّر ِ دائماً
من عتمة ِالإياب
موحشٌ غيابُ مانتمنى أن نـُحِب !
وقـَصيَّة ٌ سماءُ الانتظار
وجافٌّ برجُ الحياة
.تخرجُ البحارُ من عينيها مراوغة ً
وقبعاتٌ تمر كقطاراتِ الحجاز
حاسرة ًمن اصحابها
تهيءُ للكواكبِ وليمة َانبهار
لا تواصل لرياح ِ الأمسِ مع اليوم
لو أنكَ صَنـَعْتَ الحدائقَ باكراً
وعـَلـَّـقــْتَ.. أ رجوحة َ الغناءِ على كتفي
إذن لحَمَلـْتـُها مطمئنة ً
لو أنكَ ضَمَمتَ الكمانَ إلى سوادِ السراب
وكنتَ قابضاً رؤاك
وسَرَحتَ أقلَّ مما أنت عليه بي
واستيقظتَ ساعةَ َ الوميض
وطحنتَ التوابلَ جيداً
وتبعتَ صِراط َ النمل
إذن لعرفتَ سعة َ الزمن ِ الباقي
أكرهُ غباءكَ يومئذٍ
يومَ فـَرَدتَ عشـقـَكَ في ثنايا حقيبةِ باشق ٍ كسول
وتركتـَها لدوري الصباح
لقمرٍ لا يعرف ُ الأرضَ أبدأً
كيف لي أن أسوقَ الشمسَ لجيبـِكْ ؟!
لحقيبتكَ التي نسيتَ مضجعَهَا !
أحتاجُ صمتـَكَ الفرعوني
نعم أحتاجُ صمتـَكَ المثقلَ بإشاراتِ نحلٍ شاردٍ
أهزوجة ً لقافلةِ الأقحوان
لتكتبَ ما سقطَ من عطرٍ مُنـْهَكٍ تـَعـَمـَّدَ التخلف
لا أستطيع الطيران
ربما تقذفني البتلاتُ الخاوية
فأعومُ مُرغـَمَة ً فوق َقناطرِ أوفٍ أزلية
أتـَسَلــَّقُ فضاءً غريبَ الأطوار
ربما أعتنق الـَّلا انتماء
فأقفُ فوقَ الريح ِ بكل أشكالها
ربما أحيط ُ العمرَ عمراً آخـَرَ
أرفـُلـُهُ بتثاؤبٍ طفولي
لأمكث َفي طياتِ الفرح ِالمفترض
****
دمشق : فردوس النجار