أحبب نفسي
قصة قصيرة
تغيرَ كل شيء, منذُ أن دخلت حياتي ، لم يعد
أي شئ كما كان، أحببت نفسي منذ ان احتويتني ، كنت انت ملهمي…
زرعت فيّ بذوراً لم تكن ارضي تربةً صالحة لها، فنمت ، أزهرت ثم أثمرت…
مرآتي ابتسمت لي ، لاحظتُ لأول مرة أن لي عينين سوداويتين مُضئتين، وابتسامة مُشعة، صرت أهتم بأشياء أهملتها طويلا، أصبحتُ أكثر استعمالا للكُحل، ليبرز نظرتي التي أعجبتك، و أدمنت أحمر الشفاه الفاقع لينير ابتسامتي التي قلت انها قد سحرتك، اكتشفتُ مواطن الجمال في مرآتي، الحق أني صدقت….صدقتُ كل ما قلت ….
كنتَ تُخبرني عبارات لطالما جعلتني أحلق في سماءِ الفرح شكراً لأنك كنت ألطف بي من عيني ومن مرآتي…..
لكني اتسأل؟ عن هذا الإحساس المفاجىء الذي غيَّر كل حياتي ، زلزل كياني …أيستمر؟! أيبقى….أتظل معي فرحتي ، ثقتي إذ رحلت أنت؟؟ ماكان منطفئا أنرته ، هو قلبي الذي أحييته ،،أصبحتُ وكأني ولدتُ من جديد……
هل سيستمر حبك لعيناي السوداويتن! ؟، أم تُراك دخلت من بابِ الفضول و ستخرج من دون أي خسائر، بينما قدمت أنا كل اوراقي و ترعرعت بين أغصانك..
ربما اكتب عنك ولا أكتب لك، لأنني أعلم ان رجلا إن ترك امراة بقناعة منه لن يأبه لأسطر تخطّها بقلب أدماهُ الألم، انما أكتب لنا نحن الإثنين، أكتب لقلبين….جمعهما الحب ولست أدري ما يفرقهما بعد ذلك، أكتب لتاريخنا…اكتب للأمل….
أفهم جدا مامعنى التصالح مع الذات، وحب النفس ، و وضع الأولويات، أعي جيدا ما الواقعية. و ما الحقيقية وو ،وووو
لكن قلبي امتلأ حبّاً لم تعد تنفع معه اي محاولات للعدول عن ذلك ،قلبي امتلأ حبا ولن يفيض إلا حبا. في قربك في بعدك، في بقاءك في رحيلك، لن تجد مني إلا حبّاً ، لن أكون إلا املا..
كلّما نظرتُ إلى المرآة كل صباح أحببت نفسي وأحببتك أكثر، لن أكرهك…. لن أضع الالوان الزهرية التي احببتني بها في الخزانة، و لن أضع الكحل جانباً؛ سأكون كما أحببتني أن أكون وكما أحببتُ أن أكون لك، سأكون كذلك النفس العميق الذي تأخده كلما رمقتني عيناك، عالقة بأعماقك، متجولة بشرايينك . سأظل أحبك و أحبك ثم أحبك فقد باءت كل محاولات الكف عن ذلك بالفشل..
بلقيس بابو
المغرب