أ .د. إبراهيم خليل العلاف
وقبل قليل وضعت زوجتي الدكتورة سناء عبد الله عزيز الطائي وهي مؤرخة متخصصة بالتاريخ العباسي بين يدي المجموعة الشعرية الجديدة للاخت الشاعرة الدكتورة هناء احمد وقالت انها وصلتها مهداة لي وانا اشكر الاخت الشاعرة وممتن منها وفرح بهذه المجموعة الشعرية الانيقة الموسومة ( أجرُّ حزني من ياقته ) وقد صدرت ضمن منشورات الاتحاد العام للادباء والكتّاب في العراق ) سلسلة (شعر) 2022 .
ومن يتابعني يعرف انني كتبت عن بعض شاعرات الموصل من الشابات ومنهن الاخت الشاعرة هناء احمد ومرة قلت انني سألت الاخت الزميلة الاستاذة الدكتورة بشرى البستاني شاعرة الموصل الكبيرة وهل ثمة شاعرات موصليات مجيدات في زماننا هذا قالت انهن قليلات منهن (هناء أحمد ) وهي شاعرة موصلية شابة ومرة كتبت ان الاخت الدكتورة هناء احمد حصلت على شهادة الدكتوراه من كلية الاداب – جامعة الموصل 2019 عن اطروحتها
(عتبات النص في شعر عدنان الصائغ ) بإشراف الاخ الاستاذ الدكتور احمد جار الله ياسين .وهكذا وقبل هذا كتبت عن مجموعة (زهر) التي اصدرتها مع زميلات لها .
اذا انا بحكم كوني مؤرخا اتابع المشهد الثقافي في الموصل ومنه المشهد الشعري وارصده تاريخيا لهذا احتفي اليوم بهذه المجموعة الجديدة ( ( أجرُّ حزني من ياقته ) والتي تضم (43) نصا شعريا رقيقا ، ورشيقا ، وانيقا ، ومعبرا .والقصائد كلها – بحق- تجر الحزن من ياقته وتطرحه ارضا وتنفيه من الحياة ففي الحياة حزن وفرح لكن الفرح ينبغي ان يغلب الحزن والامل لابد ان يغلب اليأس والكبرياء لابد وان تغلب الذلة واكاد اتلمس هذا وانا اقرأ القصائد بعضها قيل تحت ظروف حرب الموصل وبعضها قبل ذلك وبعد ذلك وتبدأ المجموعة بمدخل جميل يقول : ” القصائد التي لاتقرؤها اصابعك باطلة “ومعنى هذا ان القصائد لابد وان تكون في موضع الفعل لاالقول فقط وثمة (بداية اخرى) تقول فيها :
يدكُ التي ترتفعُ
وتتعالى
على مصافحة عِطري
لن تسقط – بعد رحيلي –
سوى
على رأسك المربع !
وقد يحتاج الانسان الى الوحدة قد يحتاج ان يكون وحيدا ولكن للوحدة ثمن :
وحيدة أنا
في هذا المساء
اتقلب بين كفيه..
لاناي يصلحُ للسهر
لاقهوة تُسكت هذا الممل
وحيدة في هذا الركن المتهالك من ْهجرِك
– أو كلما مّسني شوق لقصيدة تعالى صخبُك
وحيدة
اجالس أغنية مثلي
سمراء
لاحول لها ولا ذِكرى
وتمضي القصائد كلها على هذا النحو …وبعناوين جذابة : هجائيات ..الى رجل انيق – بعد العاشرة – مرايا المقهى – نبوءة – بياض موصلي – كاميرا – كل شيء قابل للملل -لن – خشية – الغربة – انشغال – قصيدة سمراء – تقول اسمي – حزن اخضر .
اقف وانا اغادر المجموعة عند قصيدة ( حزن اخضر ) ..قصيدة فيها من المعاني والدلالات ما يبهر وما يخلق عند القارئ احاسيس تنبئ عن حياة وحياة وحركة وديمومة ..
تجلس وحيدة هذه اليد
ترتشف كوبا من الشاي الاخضر
تهمس :” صباح الخير ايها العالم ”
… … …
وحيدة هذه اليد
لاتحلم سوى
بالتلويح للقادمين
بوركت اختنا الشاعرة الدكتورة هناء أحمد والى مزيد من الابداع والالق والبهاء والامل
أجر حُزني من ياقته ………مجموعة شعرية جديدة للشاعرة الدكتورة هناء أحمد
شارك هذه المقالة
اترك تعليقا
اترك تعليقا